اسماء الله الحسنى وشرحها

سنبداء باذن الله بموسوعة اسماء الله الحسنى

عن ابى هريره رضى الله عنه ، قال رسول - صلىالله عليه وسلم - : (( ان لله تسعا و تسعين اسماً مائه إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة )) وجاء في الحديث الذى أخرجه الترمذى ، ان النبى - صلى الله عليه وسلم – قال: (( ان لله تسعا و تسعين ، مائه إلا واحداً من أحصاها دخل الجنه، وهو وتر يحب الوتر ))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست من الأسماء

أولا

إن أسماء الله عز وجل توقيفية أي لا يجوز أن نثبت لله عز وجل إلا ما أثبته هو سبحانه لنفسه في كتابه أو في سنة نبيه -صلي الله عليه وسلم-
ومعني ذلك أننا لا يجوز أن نعمل عقلنا في اشتقاق أسماء لله عز وجل لم يسم بها نفسه

ثانيا

قال تعالي :"ولله الأسماء الحسني"
والمراد أن أسماء الله عز وجل كاها حسني غاية في الجمال والكمال فلا نسم الله عز وجل باسم يوهم النقص

كان لابد من هذا التأصيل لنبدأ في موضوعنا الذي يدور حول أسماء اعتقد الناس أنها أسماء لله عز وجل ولكن هي ليست كذلك لأنها لم تثبت في القرءان ولا في السنة الثابتة الصحيحة

* الخافض الرافع
لم يردا في القرءان ولا السنة اسمين وإنما ورد الفعل يرفع في القرءان , قال تعالي :"يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" المجادلة 11
ورد الفعلان في صحيح مسلم من حديث أبي موسي الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال :"إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه"
فهذا النص ورد باثبات الفعلين لله عز وجل وليس الاسمين

* المعز المذل
أيضا لم يردا إلا فعلين , قال تعالي :"قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء "
فيا من تدعون أسماء لله عز وجل لم يسم بها نفسه ما بالكم تسمونه المعز المذل ولا تسمونه المؤتي والمشيء والمنزع وكلهم وردوا افعالا في نفس الآية
فالله عز وجل أثبت لنفسه أسماء ليس لنا أن نتعداها إلي غيرها ولكن نثبت ما أثبته لنفسه فقط

*العدل
لم يرد في القرءان ولا السنة اسما ولا فعلا , ومن أثبتوه احتجوا بقوله تعالي :"إن الله يأمر بالعدل والإحسان"
وهذا ليس دليلا

*الجليل
لم يرد اسما في الكتاب أو السنة ولكن ورد وصفا في قوله تعالي :"ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام" , "تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام"
وفرق كبير بين الاسم والوصف لأن الله وصف نفسه بالقوة "ذو القوة المتين" وسمي نفسه القوي " وهو القوي العزيز"
وصف نفسه بالرحمة "وربك الغني ذو الرحمة" وسمي نفسه الرحيم "تنزيل من الرحمن الرحيم"
ولما كانت أسماء الله توقيفية ولا نسمي الله إلا بما سمي به نفسه فإن الله وصف نفسه بالجلال ولم يسم نفسه بالجليل

*الباعث المحصي
أيضا وردا فعلين فقط في قوله تعالي :" يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه "
فلم اشتقوا الباعث والمحصي ولم يشتقوا المنبيء

* المبديء المعيد
لم يردا أيضا إلا فعلين في قوله تعالي :"إنه هو يبديء ويعيد"

*المميت
لم يرد إلا فعلا في قوله تعالي :"هو يحيي ويميت" , " وأنه هو أمات وأحيا"

* الواجد الماجد
لم يردا في القرءان أو صحيح السنة اسمين
أما الماجد فورد في السنة عند الترمذي من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال :"ذلك بأني جواد ماجد" ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب
وفي رواية عند أحمد " ذلك بأني جواد ماجد واجد" وهذا أيضا ضعيف

* الوالي
لم يثبت هذا الاسم في القرءان ولا في السنة والذي ثبت هو الولي والمولي كما ذكرنا من قبل
واحتج من قال أن الوالي من أسماء الله بقوله تعالي :"وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال"
والمعني ما لهم من دون الله ممن يلي أمرهم ويدفع عنهم

* المنتقم
لم يرد اسما وإنما ورد وصفا وفعلا , قال تعالي :"إن الله عزيز ذو انتقام" , "فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين"

* ذو الجلال والإكرام
الجلال والإكرام وصفين لله عز وجل وليس اسمين , أما ذو فمن الأسماء الخمسة وليس من الأسماء الحسني , ووضحنا قبل ذلك الفرق بين الاسم والوصف

* المقسط
لم يرد في القرءان أو السنة اسما أو وصفا أو فعلا , والذي أدرجه في الاسماء استند الي قوله تعالي :" قل أمر ربي بالقسط" وهذا ليس دليلا

* المغني
لم يرد ايضا ومن أدرجه استند إلي قوله تعالي :"حتي يغيهم الله من فضله" وهذا أيضا ليس دليلا علي ثبوت الاسم

* الضار النافع
لم يردا اسمين ولا وصفين ولا فعلين ولا دليل عليهما

* الباقي الرشيد الصبور
لم يرد عليهم دليل في القرءان ولا السنة

وكذلك مع كل ما يقال انه من اسماء الله وليس منها لعدم وجود الدليل لأن أسماء الله عز وجل توقيفية لا عمل لنا تجاهها إلا الإيمان بها وإثباتها لله عز وجل كما أثبتها لنفسه والتعبد له بمقتضاها

وأخيرا

ليس ما ذكرناه هو كل أسماء الله عز وجل , ففي دعاء سيد الاستغفار
اللهم اني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك
ش

شرح أسماء الله الحسنى

الله: أي من له الأُلوهِيَّةُ وهو أنه تعالى مُستَحِقٌّ للعبادةِ وهي نهايةُ الخشوعِ والخضوعِ، قال الله تعالى: {اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ} (سورة الزمر/62). ت

الرحمن : وهو من الأسماءِ الخاصَّةِ بالله أي أن الله شَمِلَت رحمتُه المؤمنَ والكافرَ في الدنيا وهو الذي يرحم المؤمنين فقط في الآخرة قال تعالى:{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} (سورة الفاتحة/3). ت

الرحيم: أي الذي يرحَم المؤمنينَ فقط في الآخرة قالَ تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (سورة الأحزاب/43). ت

الملك:أي أنَّ الله موصوفٌ بِتَمامِ المُلكِ، ومُلكه أزلي أبدي وأما المُلك الذي يعطيه للعبد في الدنيا فهو حادث يزول قال تعالى: {فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} (سورة طه/114). ت

القدوس:فهو المنزَّهُ عن الشريكِ والوَلَدِ وصفاتِ الخلقِ كالحاجةِ للمكانِ أو الزمانِ فهو خالقُهما وما سِواهُمَا، وهو تباركَ وتعالى المُنَزَّهُ عن النقائِص الطَّاهِرُ من العُيوبِ قال تعالى: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} (سورة الحشر/23). ت

السلام:أي الذي سَلِمَ من كُلّ عيبٍ فلا يوصفُ بالظُّلمِ أو الوَلَدِيَّةِ أو الزَّوجِيَّةِ قال تعالى: {السَّلامُ الْمُؤْمِنُ} (سورة الحشر/23). ت

المؤمن:وهو الذي يَصدُقُ عبادَه وعدَه ويفي بما ضَمِنَهُ لهم قال تعالى: {السَّلامُ الْمُؤْمِنُ} (سورة الحشر/23). ت

المهيمن:أي الشاهدُ على خلقِهِ بما يكونُ منهم من قولٍ أو فعلٍ أو اعتقادٍ قال تعالى: {الْمُهَيْمِنُ} (سورة الحشر/23). ت

العزيز:هو القويُّ الذي لا يُغلَبُ لأنه تعالى غَالِبٌ على أمرِهِ قال تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (سورة إبراهيم/4). ت

الجبار:هو الذي جَبَرَ مفاقِرَ الخَلقِ أو الذي قَهَرَهُم على ما أرادَ قال تعالى: {الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} (سورة الحشر/23). ت

المتكبر:هو العظيمُ المتعالي عن صفاتِ الخَلقِ القاهِرُ لعُتَاةِ خَلقِهِ قال تعالى: {الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} (سورة الحشر/23). ت

الخالق:هو مُبرِزُ الأشياء من العَدَمِ إلى الوجودِ فلا خالِقَ إلا هو عَزَّ وجَلَّ قال تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ} (سورة فاطر/3). ت

البارئ:أي أنه هو خلق الخَلقَ لا عَن مِثالٍ سَبَقَ قال تعالى: {الْبَارِئُ} (سورة الحشر/24). ت

مقدمة لشرح أسماء الله الحسني

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية إني أحبكم في الله وأدعو الله عز وجل أن يجمعنا في ظل عرشه كما أدعوه أن ينفعنا بهذا العمل ويجعله في ميزان حسناتنا

قبل الدخول في صميم الموضوع وهو شرح أسماء الله الحسني أحب أن أقدم لكم قواعد هامة فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته

اولا:

الواجب في نصوص الكتاب والسنة إبقاء دلالتها علي ظاهرها من غير تغيير للمعني لأن الله عز وجل أنزل القرءان بلسان عربي مبين والنبي -صلي الله عليه وسلم يتكلم بلسان عربي فوجب إبقاء الكلام علي ظاهره حتي لا يكون قول علي الله بغير علم
مثال:قوله تعالي :"بل يداه مبسوطتان" ظاهر الاية أن لله يدين ولكن لا نعرف كيفيتهما فلا يمكن أن نقول المراد بهما القوة أو القدرة

ثانيا:

أسماء الله كلها حسني أي بالغة في الحسن غايته فلا نسمي الله عز وجل بما لا يليق به

ثالثا:

أسماء الله غير محصورة بعدد معين لقوله -صلي الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح "أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك "وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن حصره ولا الإحاطة به
والجمع بين هذا وبين قوله صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة "أن معني الحديث إن من أسماء الله تسعة وتسعين اسما وليس المراد الحصر كأن تقول عندي مائة درهم للصدقة فلا ينافي أن يكون عندك غيرها لغير الصدقة
ولم يصح عن النبي -صلي الله عليه وسلم- حديث في تعيين هذه الأسماء ولكن بعض العلماء اجتهدوا في البحث عن الأسماء التي وردت في القرءان والسنة الثابتة الصحيحة وسنورد تلك الأسماء بأدلتها في الشرح إن شاء الله

رابعا:

أسماء الله عز وجل لا تثبت إلا بالشرع ولا عمل للعقل في استخراجها

خامسا:

الإلحاد في أسماء الله عز وجل معناه الميل بها عما يجب وهو أنواع :

(1) إنكار شيء من تلك الأسماء
(2) جعلها تدل علي صفات تشابه صفات المخلوقات كأن يقول لله سمع مثل أسماعنا تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا
(3) تسمية الله عز وجل بما لم يسم به نفسه كتسمية النصاري له بالاب
(4)اشتقاق أسماء للأصنام من أسماء الله عز وجل كما فعل المشركون في اشتقاق العزي من العزيز واللات من الله

والإألحاد بجميع أنواعه محرم لأن الله عز وجل هدد الملحدين بقوله :"وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون "

المصور: الذي أَنشَأَ خَلقَهُ على صُوَرٍ مختلفَةٍ تَتَمَيَّزُ بها على اختلافِها وكَثرَتِها قال تعالى: {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} (سورة الحشر/24). ت

الغفار: هو الذي يَغفِرُ الذنوبَ قال تعالى: {أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} (سورة الزمر/5). ت

القهار: هو الذي قَهَرَ المخلوقاتِ بالموتِ قال تعالى: {وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (سورة الرعد/16). ت

الوهاب:هو الذي يجودُ بالعطاءِ من غيرِ استِثَابةٍ أي يثيبُ الطائعينَ فَضلًا منهُ وكَرَمًا قال تعالى: {الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} (سورة ص/9). ت

الرزاق:هو المتكفّل بالرزقِ وقد وسعَ رِزقُه المخلوقاتِ كُلَّهُم قال تعالى: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (سورة الذاريات/58). ت

الفتاح:هو الذي يَفتَحُ على خَلقِهِ ما انغلَقَ عليهم من أمورِهِم فيُيَسّرُها لهم فَضلًا منه وكَرَمًا قال تعالى: {وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} (سورة سبإ/26). ت

العليم:هو العالِمُ بالسرائرِ والخفياتِ التي لا يدرِكُها علمُ المخلوقاتِ ولا يجوزُ أن يُسمى الله عارفًا قال تعالى: {وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (سورة النساء/26). ت

القابض الباسط:هو الذي يَقتُرُ الرزقَ بحكمته ويَبسطُه بجودِهِ وكَرَمِهِ قال تعالى: {وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} (سورة البقرة/245). ت

السميع: هو السَّامعُ للسِّرِّ والنَّجوى بلا كيفٍ ولا ءالةٍ ولا جارحةٍ وهو سميعُ الدعاءِ أي مجيبُهُ قال تعالى: {إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (سورة غافر/20). ت

البصير: أي أنه تعالى يرى المرئيات بلا كيفٍ ولا ءالةٍ ولا جارحةٍ قال تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (سورة الشورى/11). ت

الحكم: أي الحاكِمُ بين الخلقِ في الآخرةِ ولا حَكَمَ غيرُه وهو الحَكَمُ العَدلُ قال تعالى: {وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} (سورة يونس/109). ت

اللطيف: هو المحسِن إلى عبادِه في خَفاءٍ وسترٍ من حيث لا يحتسِبون قال تعالى: {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (سورة الأنعام/103). ت

الخبير: هو المطَّلع على حقيقةِ الأشياءِ فلا تخفى على الله خافيةٌ وهو عالم بالكلِّياتِ والجُزئِياتِ ومن أَنكَرَ ذلك كَفَرَ قال تعالى: {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} (سورة الأنعام/73). ت

الحليم: هو ذو الصَّفحِ والأناةِ الذي لا يَستَفِزُّهُ غَضَبٌ ولا عِصيانُ العُصاةِ، والحليمُ هو الصَّفوحُ مع القُدرَةِ قال تعالى: {وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} (سورة الحج/59). ت

العظيم: فهو عظيمُ الشأنِ مُنَزَّهٌ عن صفاتِ الأجسامِ فالله أعظمُ قدرًا من كلّ عظيمٍ قال تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (سورة الشورى/4). ت

الغفور: هو الذي تكثُر منه المغفرةُ قال تعالى: {أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (سورة الحجر/49). ت

الشكور: هو الذي يُثيبُ على اليسيرِ من الطَّاعَةِ الكثيرَ من الثَّوابِ قال تعالى: {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} الآية (سورة فاطر/34). ت

العلي:هو الذي يَعلو على خَلقِهِ بقهرِهِ وقدرَتِهِ، ويستحيلُ وصفُه بارتفاعِ المكانِ لأنه تعالى منزّهٌ عن المكانِ والله خالِقُهُ، قال ابن منظور في لسانِ العربِ: العلاءُ الرِّفعة قال تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (سورة الشورى/4). ت

الكبير:هو الجليلُ كبيرُ الشأنِ، والله أكبرُ معناه أنَّ الله أكبرُ من كلّ شىءٍ قدرًا قال تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} (سورة سبإ/23). ت

الحفيظ:معناه الحافِظُ لمن يشاءُ من الشَّرِّ والأذى والهَلَكَةِ قال تعالى: {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ حَفِيظٌ} (سورة سبإ/21). ت

المقيت:هو المقتدِرُ وهو رازقُ القوتِ قال تعالى: {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ مُّقِيتًا} (سورة النساء/85). ت

الحسيب:أي هو المحاسِبُ للعبادِ بما قدَّمَت أيديهِم قال تعالى: {وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا} (سورة النساء/6). ت

الكريم: هو الكثيرُ الخيرِ فيبدأُ بالنعمةِ قبلَ الاستحقاقِ ويتفضّلُ بالإحسانِ من غيرِ استثابةٍ قال تعالى: {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} (سورة الانفطار/6

الرقيب:هو الحافظُ الذي لا يغيبُ عنهُ شىءٌ قال تعالى: {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (سورة النساء/1). ت

المجيب:هو الذي يجيبُ المضطَرَّ إذا دعاهُ ويغيثُ الملهوفَ إذا استغاثَ به قال تعالى: {قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} (سورة هود/61). ت

الواسع:هو الذي وَسِعَ رِزقُهُ جميعَ خَلقِهِ قال تعالى: {وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (سورة النور/32).

الحكيم:هو المُحكِمُ لخلقِ الأشياءِ كما شاءَ لأنه تعالى عالِمٌ بِعواقِبِ الأمورِ قال تعالى: { وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } (سورة النساء/26). ت

الودود:هو الذي يَوَدُّ عبَادَهُ الصالحين فيرضى عنهم ويتقبَّلُ أعمالَهم قال تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} (سورة البروج/14). ت

المجيد: هو الواسعُ الكرمِ العالي القدرِ قال تعالى: {إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} (سورة هود/73). ت

الشهيد:هو الذي لا يغيبُ عن علمِهِ شىءٌ قال تعالى: {إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ} (سورة الحج/7). ت

الحق:هو الثابتُ الوجودِ الذي لا شَكَّ في وجودِهِ قال تعالى: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} (سورة النور/25). ت

الوكيل:هو الكفيلُ بأرزاقِ العِبادِ والعالِمُ بأحوالِهم قال تعالى: {وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً} (سورة النساء/81). ت

القوي:هو التَّامُّ القُدرَةِ الذي لا يُعجِزُهُ شىءٌ، ولا يقالُ الله قوةٌ أو قدرةٌ إنما هو ذو القوةِ والقدرةِ، والقوة بمعنى القدرة قال تعالى: {إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (سورة الحج/40). ت

المتين:هو الذي لا يَمَسُّهُ تَعَبٌ ولا لُغوب قال تعالى: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (سورة الذاريات/58). ت

الولي:هو الناصرُ ينصُرُ عبادَه المؤمنينَ، فالأنبياءُ وأتباعُهم هم المنصورون في المعنى لأن عاقبَتهم حميدةٌ قال تعالى: {وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (سورة الشورى/28). ت

الحميد:هو المستحقُّ للحمدِ والثناءِ والمدحِ قال تعالى: {إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (سورة لقمان/26).

المحيي:هو الذي يحيي النطفةَ الميتةَ فيخرجُ منها النَّسَمَةَ الحيةَ ويحيي الأجسامَ الباليةَ بإعادة الأرواح إليها عندَ البعثِ

الحي:هو الذي لم يَزَل موجودًا وبالحياةِ موصوفًا، قال الطحاويُّ: "ومن وَصَفَ الله بمعنًى من معاني البشر فقد كَفَر". قال تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} (سورة غافر/65). ت

القيوم:هو الدائمُ الذي لا يتغيَّر وهو القائمُ بتدبيرِ أمورِ الخلائِق قال تعالى: {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (سورة البقرة/255). ت

الواحد:هو الواحد الذي لا ثاني له في الأزلية والألوهية قال تعالى: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (سورة ص/65). ت

الصمد:هو الذي يُصمَدُ إليه في الأمورِ كلِّها ويُقصَدُ في الحوائِجِ والنَّوازِل قال تعالى: {اللهُ الصَّمَدُ} (سورة الإخلاص/2). ت

القادر:هو الذي لا يعتريه عجزٌ ولا فُتورٌ وهو القادرُ على كل شىءٍ لا يعجزِه شىءٌ قال تعالى: {إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ} (سورة الأحقاف/33). ت

المقتدر:هو القادرُ الذي لا يمتنعُ عليه شىءٌ قال تعالى: {فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ} (سورة القمر/42). ت

المقدم المؤخر:هو المنزِلُ للأشياء منازلَها يقدِمُ ما يشاءُ منها ويؤخرُ ما يشاءُ بحكمتهِ، روى البخاري ومسلم في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنت المقدم وأنت المؤخر". ت

الأول:هو الأزليُّ القديمُ الذي ليسَ له بدايةٌ قال الله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ} (سورة الحديد/3). ت

الآخر:هو الباقي بعدَ فناءِ الخلقِ وهو الدائمُ الذي لا نهايةَ له قال تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ} (سورة الحديد/3). ت

الظاهر: هو الظاهرُ فوقَ كلّ شىءٍ بالقهرِ والقوةِ والغَلَبَةِ لا بالمكانِ والصورةِ والكيفيةِ فإنها من صفاتِ الخلقِ قال تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ} (سورة الحديد/3). ت

الباطن:هو الذي لا يستولي عليه تَوهُّمُ الكيفيةِ وهو خالقُ الكيفيَّاتِ والصُّوَرِ قال تعالى: {وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} (سورة الحديد/3). ت

المتعال:هو المنزَّه عن صفاتِ المخلوقينَ والقاهرُ لخلقِهِ بقدرتِهِ التَّامَّةِ قال تعالى: {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (سورة الرعد/9). ت

البر:هو المحسِنُ إلى عبادِهِ الذي عَمَّ بِرُّهُ وإحسانُه جميعَ خلقِهِ فمنهُم شاكِرٌ ومنهم كافر قال تعالى: {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (سورة الطور/28). ت

التواب:هو الذي يَقبَلُ التوبةَ كلَّما تكرَّرَت قال تعالى: {وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (سورة التوبة/104). ت

العفو:هو الذي يصفَحُ عن الذنوبِ ويتركُ مجازاة المُسىءِ كَرَمًا وإحسانًا قال تعالى: {إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} (سورة الحج/60).

الرءوف:هو شديدُ الرَّحمةِ قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (سورة النحل/7).

مالك الملك:الذي يعود إليه المُلك الذي أعطاه لبعض عباده في الدنيا، قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء} (سورة آل عمران/26)، وليس هذا المُلك الذي هو صفةٌ له أزليةٌ أبديةٌ، لأن الذي وصف نفسه به بقوله {مَالِكَ الْمُلْكِ} (26) هو المُلكُ الذي فَسَّرَ به البخاري وغيره وجه الله في قوله تعالى: {كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} (سورة القصص/88) إلا ملكه أي سلطانه. ت

الجامع:هو الذي يجمَعُ الخلائقَ ليومٍ لا ريبَ فيه قال تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ} (سورة آل عمران/9). ت

الغني:هو الذي استغنى عن خلقِه والخلائقُ تفتقِرُ إليه قال تعالى: {وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء} (سورة محمد/38). ت

النور:أي الذي بنورِهِ أي بهدايَتِهِ يَهتدِي ذو الغَوَايَة فيرشَدُ قال تعالى: {اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} (سورة النور/35)، أي أن الله تعالى هادي أهل السموات والأرض لنور الإيمان، فالله تعالى ليس نورًا بمعنى الضوء بل هو الذي خلق النور. ت

الهادي:هو الذي منَّ على مَن شاءَ من عبادِهِ بالهدايةِ والسَّداد قال تعالى: {وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (سورة يونس/25). ت

البديع:هو الذي خَلَقَ الخلقَ مبدِعًا له ومخترِعًا لا على مِثالٍ سَبَقَ قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} (سورة البقرة/117). ت

الوارث:هو الباقي بعد فناءِ الخلق قال تعالى: {وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} (سورة الحجر/23). ت

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الأولي في سلسلة شرح أسماء الله الحسني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طريقة الشرح في هذه السلسلة تشمل:
(1) معني الإسم في حق الله
(2)أدلة الإسم من القرءان أو السنة
(3)كيفية التعبد بهذا الإسم

وحديثنا الان عن اسم الله

اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــه "جل وعلا "

قال كثير من العلماء أن الله هو الإسم الأعظم مستدلين بوجوده في كل الأحاديث التي تكلمت عن اسم الله الأعظم وهو يدل علي ذات الله وأفعاله الحكيمة وأسمائه الحسني كلها
ورد هذا الإسم كثيرا في القرءان والسنة , ورد في القرءان 1736مرة ,قال تعالي :"الله لا اله إلا هو الحي القيوم ", "الله خالق كل شيء "

الله
الإسم الذي يجمع كل أسماء الله تعالي فمن أراد أن يدعو الله تعاي بأسمائه الحسني كلها فليدعوه باسمه الله

الله
لا يدخل أحد الإسلام إلا إذا قال ( أشهد أن لا اله إلا الله ) فكان هذا الإسم دون غيره فلو قال شخص ( أشهد أن لا اله إلا الملك ) لم يدخل في الإسلام لأنه يكون وصفه بوصف دون آخر , وصفه بأنه ملك ولم يصفه بأنه تواب أو رحيم أو غفور مثلا أما إذا قال ( أشهد أن لا اله إلا الله ) فيكون قد جمع كل أسماء الله تعالي بهذا الإسم
قول العبد لا اله إلا الله فيه نفي وإثبات , نفي الألوهية عن غير الله وإثباتها لله وحده , فلا اله يستحق العبادة حقا إلا الله
ولكلمة (لا إله إلا الله) عند الإحتضار أثر عظيم لقول رسول الله -صلي الله عليه وسلم- " من كان آخر كلامه لا اله إلا الله دخل الجنة "
ولكـــــــــــــــــــــن
من منا يضمن أن يقولها في ذلك الموقف الرهيب , لا يقولها إلا من ثبته الله عليها وكان محققا لها في الدنيا

اللهم
لا خلاف أن هذه اللفظة معناها يا الله ولهذا لا تستعمل إلا في الطلب فلا يقال اللهم غفور رحيم بل يقال اللهم اغفر لي وارحمني
قال الحسن البصري : اللهم مجمع الدعاء
قال النضر بن شميل : من قال اللهم فقد دعا الله بجميع أسمائه

التعبد لله باسمه الله

نتعبد لله بهذا الإسم بأن تكون حياتنا كلها وعباداتنا كلها لله عز وجل فلا ندعو ولا نرجو إلا الله , لا نخاف إلا من الله , لا نرجو إلا الله , لا نذبح ولا ننذر إلا لله , لا نتوكل إلا علي الله , كل سكناتنا وحركاتنا تكون لله

وأخيرا أسألكم الدعاء أن يرزقنا الله الإخلاص وحسن الخاتمة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثانية من سلسلة شرح أسماء الله الحسني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديثنا الان عن أسماء الله
(2)الرحمن
(3)الرحيم
(4)أرحم الراحمين
هذه الأسماء الثلاثة وردت في القرءان الكريم أكثر من مرة ,فاسم الله الرحمن ذكر 48 مرة , الرحيم 33 مرة , أرحم الراحمين 4 مرات
قال تعالي:"الرحمن علي العرش استوي", "إنه هو التواب الرحيم" , "فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين"
الرحمن
اسم يختص بالله عز وجل فقط لا يطلق علي غيره وهو صيغة مبالغة أي الكثير الرحمة والدليل علي أنه لا يجوز أن يسمي به إلا الله قوله تعالي :"قل ادعوا الله أو ادعو الرحمن" فعادل الرحمن بالاسم الذي لا يشركه تعالي فيه غيره , وقال تعالي :"أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون" فأخبر أن الرحمن هو المستحق للعبادة , ولقد تجاسر مسيلمة الكذاب فتسمي برحمن اليمامة فذل وكفر
الرحيم
من أسماء الله عز وجل ولكن قد يطلق علي غيره قال تعالي في حق النبي -صلي الله عليه وسلم-:"رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم"
وقيل أن الرحيم خاص في رحمته لعباده المؤمنين بأن هداهم للإيمان ويثيبهم علي أعمالهم في الآخرة أما الرحمن فيشمل كافة خلقه بأن خلقهم ورزقهم ,قال تعالي :"وكان بالمؤمنين رحيما"
أرحم الراحمين
من أسماء الله عز وجل وفيه دليل علي إطلاق اسم رحيم علي غير الله عز وجل
الرحمن في القرءان
أول أسماء الله عز وجل ورودا في القرءان بعد اسمه تعالي الله هو اسمه الرحمن وهذا يلفت نظر المتدبر لهذا القرءان إلي أن هذا الكتاب الذي انزل علي محمد -صلي الله عليه وسلم- إنما انزل برحمة الرحمن ليرحم عباده فبدأ القرءان بالرحمة , وآخر الاسماء ورودا في القرءان هو اسم اله عز وجل الملك , إذن فالذي انزل القرءان هو الملك وأنزله رحمة بعباده فهو الرحمن في ملكه سبحانه قال تعالي :" الملك يومئذ الحق للرحمن"
رحمة الرحمن
لنتأمل رحمة الرحمن الرحيم في:
(1) إرسال الرسل
تأمل كيف جاء النبي -صلي الله عليه وسلم -إلي أمنا خديجة قائلا زملوني زملوني لما جاءه الوحي
وتأمل وصف أمنا عائشة له وهو يتصبب عرقا لما يأتيه الوحي
تأمل لو أن الله عز وجل لم يصطف الأنبياء والرسل ولم يوح إليهم وأراد تعالي أمر عباده ونهيهم هل لدي كل البشر القوة والقدرة علي تحمل الوحي
سبحانك ربي رحمن رحيم
(2)في الحج
يقول تعالي :"ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" تأمل كيف جعل الحج فرضا علي المستطيع فقط وكيف أنه يجب مرة واحدة في العمر
(3)في الصلاة
قال تعالي :"والذين هم عن صلاتهم ساهون " ومن رحمته بخلقه لم يقل في صلاتهم
(4)في الصيام
لم يشق علي المريض ولا المسافر فأجاز لهم الفطر والقضاء في أيام أخر
(5)في الهواء
حيث سخره لكل الخلق , الإنس والطير والوحش والنبات والأسماك حتي لا يستأثر به بعض الخلق علي بعض ويهلك الباقون

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الثالثة من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

التعبد لله بأسمائه "الرحمن","الرحيم","أرحم الراحمين"

يجب علي كل مكلف أن يعلم أنه متعبد بأن يرحم وبأن يكون راحما ورحيما , قال -صلي الله عليه وسلم- :"من لا يرحم الناس لا يرحمه الله" فينبغي لك أن تكون لك همة أن ترحم نفسك وغيرك وقال -صلي الله عليه وسلم- "ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء" فندب -صلي الله عليه وسلم- إلي الرحمة والعطف علي اختلاف أنواعها وأشرفها رحمة الآدمي وإن كان كافرا

أخي الكريم..

كن رحيما لنفسك ولغيرك , فارحم الجاهل بعلمك والذليل بجاهك والفقير بمالك والكبير والصغير برأفتك وشفقتك والعصاة بدعوتك , فأقرب الناس من رحمة الله أرحمهم بخلقه وقد دخلت البغي الجنة بسقيها كلبا فمن كثرت منه الشفقةعلي خلقه والرحمة علي عباده رحمه الله برحمته وأدخله دار كرامته , قال -صلي الله عليه وسلم_ :" ما من أحد يدخله عمله الجنة , قيل : ولا أنت يا رسول الله ؟! قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"

ومن رحمتك لنفسك أن تطلب النجاة من النار والفوز بالجنة بتقوي الله وحفظ حدوده والعمل بما يرضيه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الرابعة من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

والحديث الان عن اسم الله

(5) الملك
(6)المليك

هذان اسمان من أسماء الله عز وجل ورد ذكرهما في القرءان الكريم , اسم الله الملك ذكر 4 مرات واسمه المليك ذكر مرة واحدة , قال تعالي :"فتعالي الله الملك الحق" , "في مقعد صدق عند مليك مقتدر"

الملك

هو الله تعالي وتقدس , ملك الملوك له الملك , مالك يوم الدين , وهو مليك الخلق أي ربهم ومالكهم
وقيل : الملك هو الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود ولا يستغني عنه شيء في شيء وكل شيء سواه مملوك له

وهوملك لا يشبه سائر الملوك ؛ لأنهم إن تصدقوا بشيء انتقص ملكهم وقلت خزائنهم ؛ أما الحق سبحانه وتعالي فملكه لا ينتقص بالعطاء والإحسان بل يزداد
وأيضا فإن حقيقة الملك إنما تتم بالعطاء والمنع والإكرام والإثابة والعقوبة والغضب والرضا وإعزاز من يليق به العز وإذلال من يستحق الذل, قال تعالي :" قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير* تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب " فالله عز وجل المتصرف في ملكه وحده تصرف ملك قادر قاهر عادل رحيم تام الملك لا ينازعه في ملكه منازع ولا يعارضه معارض فتصرفه في ملكه دائر بين العدل والإحسان والحكمة والمصلحة والرحمة

التعبد لله بهذا الإسم

أن نقر بأن الله مالك كل شيء , كل شيء يجري في الكون بتصرفه في ملكه فلا نحتج علي أقدار الله ولا نتسخط , ومن ناحية أخري فإن في هذا الإسم رسالة إلي كل ملوك الدنيا ألا يغتروا بملكهم وقوتهم لأنهم أسري في قبضة ملك الملوك مالك يوم الدين , ورسالة أيضا للرعية إذا كنتم تخافون ملوك الدنيا وترهبونهم فما حالكم مع ملك الملوك مالك يوم الدين؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الخامسة من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحديث الان عن اسم الله

(7) القدوس

اسم من أسماء الله تعالي ورد ذكره في القرءان مرتين قال تعالي :"هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس" , "يسبح له ما في السماوات والأرض الملك القدوس"
القدوس

هو المنزه عن الأضداد والأنداد والصاحبة والولد تعالي الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا , والتقديس هو التطهير والتبريك قال تعالي :"ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " أي نطهر أنفسنا لك , وروح القدس جبريل عليه السلام لأنه خلق من طهارة

التعبد لله باسمه القدوس

أن يداوم العبد علي تقديس "تطهير" نفسه للملك القدوس سبحانه وتعالي , فيطهر نفسه ظاهرا وباطنا , قلبا وقالبا وليعلم أن جنة القدوس لا يسكنها إلا من قدس نفسه لله تعالي

والله سبحانه وتعالي جعل الدخول عليه موقوفا علي الطهارة , فلا يدخل المصلي عليه حتي يتطهر , وكذلك جعل الدخول إلي جنته موقوفا علي الطهارة فهما طهارتان طهارة البدن وطهارة القلب ولهذا شرع للمتوضيء أن يقول عقب وضوئه ( أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) فطهارة القلب بالتوبة وطهارة البدن بالماء فلما اجتمع له الطهران صلح للدخول علي الله تعالي والوقوف بين يديه ومناجاته

ولما كان تعالي هو القدوس الذي يحب لعباده أن يتطروا قبل أن يقفوا بين يديه نهي علي لسان نبيه -صلي الله عليه وسلم- عن الصلاة في الأماكن النجسة التي لا تليق بلقاء القدوس

اللهم إنا نتوسل إليك بأنك أنت القدوس , اللهم طهرنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد , اللهم قدس أرواحنا وأنفسنا , اللهم طهر أموالنا , اللهم قدس نياتنا وأعمالنا وعلمنا وأسماعنا وأبصارنا يا قدوس

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة السادسة من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(8) السلام

السلام من أسماء الله عز وجل ذكر في القرءان مرة واحدة , قال تعالي :"هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام "

قال أهل العلم : الله جل ثناؤه هو السلام ؛ لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء

والسلام هو الذي تسلم ذاته عن العيب وصفاته عن النقص وأفعاله عن الشر وهذا هو حقيقة التنزيه
فهو السلام من الصاحبة والولد , السلام من النظير والكفء , السلام من الشريك , السلام من الموت والسنة والنوم , السلام من التعب واللغوب , السلام من كل عيب أو نقص

حقيقة لفظة السلام

البراءة والخلاص والنجاة من الشر والعيوب , ومنه دعاء المسلمين علي الصراط اللهم سلم سلم , ومنه القلب السليم النقي من الغل والأحقاد الذي سلم لله وحده فخلص من الشرك , ومنه تسمية الجنة بدار السلام

التعبد لله باسمه السلام

كل عبد سلم عن الغش والحقد والحسد وإرادة الشر , وسلمت جوارحه عن المحظورات والأثام , وسلم عن الإنتكاس بعد الهداية فهو الذي يأتي الله بقلب سليم وهو السلام من العبد ولن يوصف بالسلام إلا من سلم المسلمون من لسانه ويده

المسلم يصلي باسمه تعالي السلام

مفتاح الصلاة هو الطهور , وهو السلامة من كل شائبة وهي طهارة ظاهرة بإزالة الخبث وباطنة بسلامة القلب فتدخل الصلاة وقد أسلمت نفسك لله , ثم تجدك في التشهد تسلم علي النبي -صلي الله عليه وسلم- ثم تسلم علي نفسك وعلي عباد الله الصالحين , فالمصلي يسلم نفسه لله فيحيا في سلام من الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة السابعة من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

حيثنا الان عن اسم الله

(9) المؤمن
(10) المهيمن

أولا : اسم الله المؤمن

قال تعالي :"الملك القدوس السلام المؤمن "
قال بعض أهل العلم : إن المؤمن في صفات الله عز وجل هو أن يصدق ما وعد عبده من الثواب
وقال آخرون : مؤمن لأوليائه يؤمنهم عذابه ولا يظلمهم
وقيل : المؤمن في صفات الله الذي آمن الخلق من الظلم
والمؤمن هو واهب الأمان قال تعالي :"الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"

التعبد لله بهذا الإسم

من ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره فهو المؤمن , والمؤمن يجب عليه أن يؤمن جاره ويصدق في أقواله وأفعاله ويصدق غيره في كلامه , فإذا تخلقت بأخلاق الإيمان تصبح مؤمنا وتستحق مجاورة المؤمن الحق في دار الأمان

ثانيا : اسم الله المهيمن

قال تعالي :"السلام المؤمن المهيمن "
المهيمن من أسماء الله عز وجل معناه الشاهد , قال تعالي :"ومهيمنا عليه" أي شاهدا عليه
قيل المهيمن معناه الشاهد علي خلقه بما يكون منهم من قول أو فعل
وقيل المهيمن مبالغة في العلو علي كل اسم تسمي به العباد من مجاز حقيقة أسماء الله فهو المهيمن عليه أي العالي عليهله حقيقته وهو المتصف به دون غاية أو نهاية

التعبد لله بهذا الإسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم ما لله من الأسماء والصفات ووجوب علو قدره وشرف صفاته ويسعي في طلب الشرف والعلو لنفسه فيعلو بدينه وأخلاقه وسلوكه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الثامنة من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(11) العزيز

ذكر هذا الإسم كثيرا في القرءان الكريم قال تعالي :"إن الله عزيز ذو انتقام "
قيل : العزيز أي الممتنع فلا يغلبه شيء , وقيل الذي ليس كمثله شيء
والعز ضد الذل , والذل أصله الضعف والعجز , فالعز يقتضي كمال القدرة والغلبة وهذا لا يكون إلا لله
والعزة تتضمن كمال العلم والخبرة ؛ فالله عز وجل يعز المؤمنين برحمته ويهلك الكافرين بعزته رحمة بالمؤمنين

التعبد لله بهذا الإسم

ورد في بعض الآثار : إن الناس يطلبون العزة في أبواب الملوك ولا يجدونها إلا في طاعة الله عز وجل
وفي الحديث:" اللهم أعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك"
فيجب علي المسلم أن يعز نفسه وقلبه بطاعة الله عز وجل ويتطهر من المعاصي والذنوب التي تذل النفس والقلب
ولكن العبد مع هذه العزة فهو ذليل لله عز وجل يرجو رحمته ويخاف عقابه فعبوديته لله معناها كمال الحب مع كمال الذل للعزيز جل وعلا

ربنا إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت فتولنا ياربنا وأعزنا بالإسلام ولا تذلنا بالمعاصي والخذلان

ولتفعيل موسوعة اسماء الله الحسنى بالبرامج

يهدف البرنامج إلى التذكير بأسماء الله الحسنى من خلال عرضها بشكل مستمر .

يستطيع المستخدم التحكم في مدة عرض كل اسم .

لكل اسم خلفية فوتوغرافية جميلة .

عند الضغط على الاسم يظهر شرح مفصل له مع إمكانية الطباعة و النسخ .

بإمكان المستخدم تشغيل نشيد أثناء العرض.

مساحة البرنامج 2.7 ميجابايت فقط .

للتحميل

اضغط هنا

الباسورد: www.dvd4arab.com

اول كتاب معانا :

العنوان:أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة

المؤلف:د.محمود عبد الرازق الرضواني

يشمل الكتاب ما يلي :
أسماء اللة الحسنى -الجزء الأول- الاحصاء
أسماء اللة الحسنى - الجزء الثاني- الشرح
أسماء اللة الحسنى -الجزء الثالث- دلالتها على الصفات
أسماء اللة الحسنى -الجزء الرابع- دعاء المسأله
أسماء اللة الحسنى -الجزء الخامس- دعاء العبادة

وصلة التحميل

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبتي في الله..

طالت فترة غيابي عن هذا المكان الجميل قهرا عني ولكني الآن أحمد الله عز وجل أن يسر لي العودة لأكون بينكم مرة أخري , لا تنسوني من صالح دعائكم

واليوم موعدنا مع

الحلقة التاسعة من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(12) الجبار

لم يذكر هذا الإسم في القرءان إلا مرة واحدة , قال تعالي :"العزيز الجبار المتكبر "
قيل : الجبار اسم لله تعالي معناه القاهر , وقيل : معناه الذي لا ينال , وقيل : معناه العظمة , وقيل :
الذي تنفذ مشيئته علي خلقه ولا تنفذ فيه مشيئة أحد والذي لا يخرج أحد عن فضله وعدله
والله تعالي عال علي خلقه بصفاته العالية وءاياته القاهرة وهو المستحق للعلو والجبروت تبارك وتعالي

التعبد لله بهذا الإسم

نتعبد لله باسمه الجبار بكمال الخضوع وكمال التذلل لله عز وجل , وعدم التجبر علي مخلوقات الله لأن الجميع في قبضة الجبار جل وعلا , وكذلك الرضا بقضاء الله عز وجل وعدم الاعتراض لأن الله الجبار هو خالق كل شيء ومالكه يتصرف فيه كيفما شاء بفضله وبعدله سبحانه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة العاشرة من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(13)الكبير
(14)المتكبر

اسمان لله عز وجل ذكرا في القرءان الكريم , قال تعالي :"وأن الله هو العلي الكبير" , "العزيز الجبار المتكبر "
الكبير في حق الله تعالي معناه العظيم الجليل , والمتكبر : الذي تكبر عن ظلم عباده , والكبرياء عظمة الله , وقيل المتعالي عن صفات الخلق , وقيل المتكبر علي عتاة خلقه

** قول المصلي ( الله أكبر ) معناه : الله كبير أو الله أكبر كبير , أو معناه الله أكبر من كل شيء أي أعظم , وقيل معناه الله أكبر من أن يعرف كنه كبريائه وعظمته

**الكبرياء ردائي والعظمة إزاري
قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- :"يقول الله تعالي الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار"
والكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه وتعالي اختص بهما لا يشركه أحد فيهما ولا ينبغي لمخلوق أن يدعي لنفسه أحدهما لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل لله عز وجل
وضرب الرداء والإزار مثلا في ذلك يقول كما لا يشرك الإنسان في ردائه وإزاره أحد فكذلك لا يشركني في الكبرياء والعظمة مخلوق

التعبد لله بهذا الإسم

لما كان الكبرياء لله عز وجل وكان الكبر مذموما فلا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فينبغي للعبد ألا يتكبر علي مخلوقات الله عز وجل
قال الأحنف بن قيس : عجبا لابن آدم يتكبر وقد خرج من مجري البول مرتين
وكذلك ينبغي للعبد ألا يتكبر علي عبادة الله عز وجل , قال تعالي :"إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين"

قيل في ذم الكبر
كم جاهل متواضــع ستر التواضع جهلـــه
ومبرز في علمــــــه هدم التكبر فضــــــله
فدع التكبر ما حيـــ يت ولا تصاحب أهله
والكبر عيب للفتي أبدا يقبح فعلــــــــــه

وقيل في مدح التواضع
حسن ثيابك ما استطعت فإنـها زين الرجـــــــال بها تعز وتكرم
ودع التخشن في الثياب تواضعا فالله يعلم ما تكن وتكتــــــــم
فرثيث ثوبك لا يزيدك رفعــــــــــة عند الاله وانت عبد مذنــــــب
وجديــــــد ثوبك لا يضرك بعد أن تخشي الاله وتتقي ما يحرم

فلنتواضع جميعا عند أوامر الله عز وجل امتثالا وعند نواهيه اجتنابا , ونتواضع لعظمة الرب وجلاله وعزته وكبريائه , فكلما تراودك نفسك علي التكبر تذكر عظمة الرب تبارك وتعالي وتفرده بذلك, وغضبه
الشديد علي من نازعه ذلك فتتواضع إليه نفسك وينكسر لعظمة الله قلبك وهذا غاية التواضع

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الحادية عشر من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(15)الخالق
(16)الخلاق

ذكر هذان الاسمان في القرءان الكريم , قال تعالي :"وهو الخالق الباريء المصور" , وقال أيضا :"بلي وهو الخلاق العليم"
الخلاق هو الذي أوجد الأشياء جميعها بعد أن لم تكن موجودة , والخلق في كلام العرب معناه: ابتداع الشيء علي مثال لم يسبق إليه , وكل شيء خلقه الله فهو مبتدئه علي غير مثال سابق

قدرة الخالق القدير

تأمل قدرة رب السماوات والأرض في قوله تعالي :"إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون"فسبحان من يفعل ما يشاء وقتما شاء كيفما شاء لا معقب لحكمه ولأمره , فهو الذي خلق آدم بلا أب ولا أم , وخلق حواء من ضلع آدم , وخلق عيسي من أم بلا أب , وخلق الخلق جميعا من أم وأب
تأمل قدرة الخالق جل وعلا عندما طلب زكريا الولد بعد أن بلغ من الكبر عتيا وكانت امرأته عاقرا
تأمل بقلبك ووجدانك لتشعر بعظمة وجلال الخالق جل وعلا

تبارك الله أحسن الخالقين
تبارك الله أحسن الخالقين الذي أعطي كل شيء خلقه ثم هدي ؛ سبحان الذي خلق النملة تقع من الطابق الخمسين أو أكثر ولا تصاب بأذي بينما الإنسان وهو الأقوي لو وقع من أقل من ذلك لمات
هذه النملة من أهدي االحيوانات , فالنملة الصغيرة تخرج من بيتها وتطلب قوتها وإن بعدت عليها الطريق, فإذا ظفرت به حملته وساقته في طرق معوجة ذات صعود وهبوط غاية في التوعر
والعجيب ؛ أن هذه النملة تخزن غذائها في الصيف للشتاء فينبغي ألا ينبت هذا الغذاء , فما وجدته النملة فلقتين تفلقه لئلا ينبت , فإن كان ينبت مع فلقه اثنتين , فلقته أربعة كما تفعل بحبة الكزبرة

سبحان الخلاق العظيم

ومن عجيب أمر الفأرة أنها إذا شربت من الزيت الذي في أعلي الجرة فنقص وعز الوصول إليه ذهبت وحملت في فمها ماء وصبته في الجرة حتي يرتفع الزيت فتشربه

سبحان الخلاق العظيم

قص الشيخ ابن عثيمين في بعض محاضراته أن رجلا رأي حية ببئر فراقبها , فوجدها تخرج منه صباحا فتنتصب فاتحة فاها دون أن تظهر حركة ولا نفسا كأنها جذع شجرة , فيقف عليها الطائر فتضمه ضمة الموت , تفعل ذلك مرة صباحا ومثلها مساءا

سبحان الذي أعطي كل شيء خلقه ثم هدي

التعبد لله بهذا الإسم

تفكر وتأمل يا عبد الله في عظيم خلق الله عز وجل لتعرف عظمة الخالق , فيرق قلبك لله , وتملأه هيبة وعظمة الخلاق العظيم , فلا تجرؤ علي معصيته وأنت في أرضه وتأكل من رزقه الذي خلقه وسخره لك
أدعو الله عز وجل أن يرزقنا خشيته في السر والعلن وأن يرزقنا قلوبا وعيونا تبكي من خشيته , إنه ولي ذلك والقادر عليه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الثانية عشر من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(17)الباريء
(18)المصور

ذكر هذان الاسمان في القرءان في قوله تعالي :"هو الله الخالق الباريء المصور"

الباريء

هو الذي خلق الخلق علي لا عن مثال ولهذه اللفظة من الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات وقلما تستعمل في غير الحيوان فيقال برأ الله النسمة وخلق السموات والأرض
قيل: الباريء هو المعني الذي انفصلت به الصور بعضها من بعض فصورة زيد مفارقة لصورة عمرو , وصورة حمار مفارقة لصورة فرس فكل مبروء مخلوق وليس كل مخلوق مبروء
فتبارك الله بارئا وخالقا

المصور

هو الذي صور جميع المخلوقات ورتبها فأعطي كل شيء منها صورة خاصة وهيئة منفردة يتميز بها علي اختلافها وكثرتها

التعبد لله بهذين الاسمين

كالتعبد له باسمه الخالق من تفكر وتدبر في عظيم خلق الله عز وجل وإبداعه في صور مخلوقاته

الحلقة الثالثة عشر من سلسلة شرح أسماء الله الحسني
اسم الله

(19)الغفور
(20)الغافر

(21)

الغفار

ورد ذكر هذه الاسماء الثلاثة في القرءان , قال تعالي :"إن الله غفور رحيم" , "ألا هو العزيز الغفار" ,
"غافر الذنب وقابل التوب"

الغفور الغافر جل ثناؤه من أبنية المبالغة , ومعناها الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم
قال ابن العربي : إذا قلنا المغفرة من الغفر وهو الستر , فمعفرة الله لعباده ذنوبهم هو ستره عليهم بفضله وبرحمته لا باستحقاقهم ذلك منه
وإن قلنا أنه من النبت الذي يداوي به الجرح , فمغفرته سبحانه لهم ما وهبهم من الاسف علي ما فرط من المعاصي والذنوب حتي ذهب ألم المعصية
وقد يكون معني الغفر الإصلاح ولذلك قيل غفرت الذنب أصلحته بما يكون له

يقول ابن القيم
وهو سبحانه لمحبته للعفو والتوبة خلق خلقه علي صفات وهيئات وأحوال تقتضي توبتهم اليه واستغفارهم وطلبهم عفوه ومغفرته
وقد روي مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"

قال أحد العلماء:
الغفار هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح والذنوب من جملة القبائح التي سترها بإرسال الستر عليها في الدنيا والتجاوز عن عقوبتها في الآخرة
وأول ستره علي العبد
أن جعل مفاتح بدنه التي تستقبحها الأعين مستورة مغطاة في جمال ظاهر فانظر ما الي اظهره وما الذي ستره
وستره الثاني
أن جعل مستقر خواطره المذمومة وإراداته القبيحة ستر قلبه حتي لا يطلع أحد عليها
وستره الثالث
مغفرته ذنوبه التي كان يستحق الافتضاح بهاوقد وعد أن يبدل سيئاته حسنات ليستر مقابح ذنوبه بثواب حسناته

التعبد لله بهذه الأسماء

كثرة الستغفار
في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : معت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول
"والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من مائة مرة
وكان صلي الله عليه وسلم يقول بين السجدتين اللهم اغفر لي
وفي الحديث كان إذا خرج من الخلاء قال غفرانك , وفي ذلك تفسيران
الأول : أنه للتوبة من تقصيره في شكر النعم من إطعامه الطعام وتسهيل خروجه بعد هضمه فلجأ إلي الإستغفار من التقصير
الثاني : استغفر لأنه ترك ذكر الله مدة لبثه في الخلاء فكأنه رأي ذلك تقصيرا فتداركه بالإستغفار

حظ العبد من هذا الاسم

أن يستر من عيب غيره ما يجب أن يستره فقال صلي الله عليه وسلم :" من ستر علي مؤمن ستر الله عورته يوم القيامة " والمغتاب والمتجسس والمنتقم والمكافيء علي الإساءة بمعزل عن هذا الوصف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الرابعة عشر من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(22)القهار

(23)

القاهر

هذان الاسمان ورد ذكرهما في القرءان الكريم , قال تعالي :"وهو الواحد القهار " , "وهو القاهر فوق عباده"
القهار هو الذي قهر خلقه بسلطانه وقدرته وصرفهم علي ما أراد طوعا وكرها, ويجوز إجراء هذا الوصف علي العبد مقيدا , فإذا قهر كافرا أو ظالما يكون مدحا , وإذا قهر يتيما أو ضعيفا يكون ذما
الله عز وجل قاهر لأهل السماوات والأرض , أما لاهل السماوات فبالتسخير , وأما لأهل الارض فبالتعبد والتذليل الذي يقصم ظهور الجبابرة ويذل رقاب الأكاسرة ويقطع الأمال بالحافرة ويتمني المرء أن يولد له فلا يولد له , وألا يشيب فيشيب , ويريد أن يعز فيذل , وأن يستغني فيفتقر بقهر من الله وغلبة تصده عن مراده وتصرفه عن آماله لحكمته جل وعلا

التعبد لله بهذا الاسم

أن تقهر نفسك لتبعدها عن معصية الله عز وجل , كما يجب علي المسلم أن يقهر أعداء الله ما استطاع وبالوسيلة التي يقدر عليها