اسماء الله الحسنى وشرحها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الخامسة عشر من سلسلة أسماء الله الحسني

اسم الله

(24)الوهاب

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"إنك أنت الوهاب " , "أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب"

الهبة : العطية الخالية عن الأعواض والأغراض فإذا كثرت سمي صاحبها وهابا
الوهاب في حق الله عز وجل:أي المنعم علي العباد , وهو يدل علي البذل الشامل والعطاء الدائم بغير عوض وكل من يعطي سواه إنما يعطي بعوض في الدنيا أو الدين عاجل أو آجل
قال الخطابي : لا يستحق أن يسمي وهابا إلا من وهب في جميع أنواع العطاء فكثرت عطاياه , والمخلوقات إنما يهبون مالا أو غيره في حال دون حال ولا يملكون أن يهبوا شفاء لسقيم ولا ولد لعقيم ولا هدي لضال ولا عافية لذي بلاء , والله سبحانه يملك جميع ذلك

التعبد لله بهذا الإسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه هو المنفرد بالهبات وأنه الوهاب علي الإطلاق وان ما وصل إلي العبد من اي وجه وعلي أي حال بسبب أو بغير سبب فإنما هو هبة من الله سبحانه وعطيته ومنحته وله سلبها وإبقائها
ثم العباد مندوبون للإتصاف بهذا الوصف وهو داخل تحت قوله تعالي :"وافعلوا الخير لعلكم تفلحون" فكل ما أدي العبد من مندوبات يبتغي بها وجه الله فهو هبة مندوب إليها , فعلي قدر الإكثار من هذا ومثله يكون واهبا ووهابا , فهب مما وهبك الله ولا تشح مما جعلك فيه مستخلفا فقد وعد منفقا خلفا وممسكا تلفا
ومن أيقن بقلبه أن الله هو الوهاب لم يرفع حوائجه إلا إليه ولم يتوكل علي أحد إلا عليه ولم يلجأ لأحد إلا إليه , سبحانه الواحد القهار

بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة السادسة عشر من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(25)الرزاق

(26)

الرازق

ذكر اسم الله الرزاق في القرءان الكريم , قال تعالي :"إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"
أما اسمه تعالي الرازق فقد ورد في حديث صحيح عن النبي _صلي الله عليه وسلم _حيث قال :"إن
الله هو الخالق الرازق"
الرزق هو عطاء الله جل ثناؤه , فالله عز وجل يرزق الخلق أجمعين وهو الذي خلق الأرزاق وأعطي الخلائق أرزاقها وأوصلها إليهم وخلق لهم أسباب التمتع بها

والأرزاق نوعان
(1)ظاهرة للأبدان , كالأقوات والأطعمة
(2)باطنة للقلوب , كالمعارف والعلوم

يقال أن سليمان عليه السلام سأل الله أن ياذن له أن يضيف يوما جميع الحيوانات , فاذن له , فاخذ سليمان في جمع الطعام مدة طويلة , فأرسل الله حوتا من البحر فأكل كل ما جمع سليمان في تلك المدة ثم استزاده فقال سليمان لم يبق لي شيء , وقال له أنت تأكل كل يوم مثل هذا ؟! فقال رزقي في كل يوم ثلاثة أضعاف هذا ولكن الله لم يطعمني اليوم إلا ما أطعمتني أنت فليتك لم تضيفني فإني بقيت اليوم جائعا حين كنت ضيفك .فسبحان من يرزق كل دابة من حيث لا ندرى .

الرزاق

صيغة مبالغة تدل علي سعة الرزق وكثرة من يرزقه الله تعالي فهذا له رزق كذا وذاك كذا وآخر كذا لك أن تتأمل عدد من يرزقه الله تعالي , والرزق يسوقه إلي كل منهم مع تفاوت هذه الأرزاق

فسبحان من يرزق الحية العمياء فيسوق إليها رزقها
وسبحان من يرزق الدابة الصغيرة التي تحيا بين أوراق الكتب فلا تكاد تري بالعين المجردة

وسبحان من يرزق الإنسان فيأكل الجمل الكبير ثم يرسل إليه الناموسة الصغيرة الضعيفة لتأخذ رزقها منه

سبحان من يسخرك لتكد وتتعب في الحصول علي الطعام ثم يأتي الذباب لينال رزقه من هذا الطعام

فائدة

يطلق البعض علي أبنائهم اسم عبد العاطي معتقدين أن العاطي اسم من أسماء الله عز وجل ولكنه في الحقيقة لم يثبت في الكتاب ولا في السنة الصحيحة , فلنحذر

التعبد لله بهذين الاسمين

يجب علي كل مسلم أن يعلم انه لا رازق ولا رزاق إلا الله تبارك وتعالي , وغيره إن رزق واعطي فإنما يرزق من رزق الله الرزاق الذي أعطي , فارزق مما رزقك الله يأتك الخلف من الله " وما انفقتم من شيء فهو يخلفه" , ومهما در عليك من الرزق الظاهر فوق القوت فلا تدخره في مخادع البيوت واخزنه عند ملك الملوك يزيد نماءا , ثم إن أعوزك الرزق فلا تطلبه بكثرة الحرص فلن يزيدك في الرزق المقدر ولن تنال إلا ما قسمه لك وقدر فاطلب منه أعلاه وأجله واحله وأصفاه
اللهم اغننا بحلالك وقنا شر كل حرام , وارزقنا رزقا طيبا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة السابعة عشر من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(27)الفتاح

ذكر هذا الاسم في القرءان , قال تعالي :"وهو الفتاح العليم"
الفتاح : هو الذي فتح بين الحق والباطل , فأوضح الحق وبينه وأدحض الباطل وأبطله
الفتاح : الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده
وقيل معناه : الحاكم بينهم , "ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين", وافتح بيننا أي اقض بيننا , واهل عمان يسمون القاضي فاتح

التعبد لله بهذا الاسم

هذا الاسم يختص بالفصل والقضاء بين العباد بالقسط والعدل وقد حكم الله بين عباده في الدنيا بما أنزل من كتابه وبين من سنة رسوله
فيجب علي كل مكلف أن يعتقد أن ألا فلتح ولا حاكم إلا الله فلا ينبغي لمسلم أن يعتقد أن الحكم لغير الله ولا أن يبتغي حكما غير حكم الله

"

أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا"

ثم يجب علي المكلف أن ينقاد لحكم الله

"ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون"

ثم يجب أن يعلم أن الله هو الفتاح لكل مستغلق , وأنه الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده , ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ليبصروا الحق , ويشرح صدورهم بعد الضيق

"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو"

فيا من فتح الله أقفال قلبه وأفاض عليه نورا من عنده كن فتاحا كما فتح الله عليك , "واحسن كما أحسن الله إليك"
وكن مفتاحا للخير مغلاقا للشر, روي أنس عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أنه قال:"إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر , إن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير , فطوبي لمن جعل الله مفاتيح الخير علي يديه , وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر علي يديه"

بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثامنة عشر من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(28)العليم

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"إن ربك حكيم عليم"
الله العالم بما كان وما يكون قبل كونه وما لم يكن لو كان كيف كان يكون , لم يزل ولا يزال عالمابما كان وما يكون , لا يخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء , أحاط علمه بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها , دقيقها وجليلها

تأملات في اسمه العليم

هلا جلست يوما أخي المسلم لتتفكر في اسمه تعالي العليم
هلا خرجت يوما إلي الشارع فشاهدت هذه الجموع الغفيرة من الناس وسألت نفسك : تري في أي شيء يفكر كلا منهم؟! هذا يفكر في زوجته , وذاك يفكر في عمله , وهناك من سيذهب الآن إلي معصية , وهناك بجانبه من يفكر كيف يتقرب إلي الله ... عقول كثيرة , وأفكار كثيرة تخرج من هذه الرءوس لو تحولت إلي شيء محسوس لغطت وجه السماء

سبحان الذي علم فيما يفكر هؤلاء

هلا جلست يوما ساعة لتتفكر أن هناك في مكان ما من يدخل بيته الآن وآخر يخرج , هناك من يقتل في هذه اللحظة وآخر يولد , هناك من يرقد الآن لينام وآخر يستيقظ من نومه , هناك الآن في هذه اللحظة من يعصي الله عز وجل وهناك ساجد لله , هناك ورقة تسقط من شجرة في أقصي الارض وأخري تنبت في شمال الارض
هلا استرعي انتباهك يوما نملة تسير في بيتك أو في الطريق , وسألت نفسك : تري كم نملة في البيت أو في مصر أو في العالم كله ؟!

سبحان علام الغيوب

التعبد لله بهذا الاسم

الحرص علي طلب العلم النافع الذي يرضي العليم جل وعلا وعلو الهمة في ذلك , وغيثار الآخرة علي الدنيا , ورضا الله علي هوي النفس
وأهم العلوم واشرفها معرفة كيف نعبد الله عز وجل حتي لا نعبده علي جهل

قال سفيان بن عيينة:احذروا فتنة العالم الفاجر وفتنة العابد الجاهل , فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون ,
فهذا بجهله يصد عن العلم وذاك بغيه يدعو إلي الفجور

اللهم انفعنا بما علمتنا , وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة التاسعة عشر من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(29) القابض

(30) الباسط

هذان الاسمان وردا في حديث رسول الله -صلي الله عليه وسلم- "إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق"
القابض : أي الذي يمسك الرزق وغيره من الاشياء عن العباد بلطفه وحكمته , ويقبض الأرواح عند الممات
الباسط : الذي يبسط الرزق لعباده ويوسعه عليهم بجوده ورحمته , ويبسط الأرواح في الاجساد عندالحياة
ولم يرد هذان الاسمان في القرءان بهذه الصيغة , وإنما وردا فعلين , قال تعالي :" والله يقبض ويبسط"
يقول الزجاج : الأدب في هذين الاسمين أن يذكرا معا , لأن تمام القدرة بذكرهما معا

التعبد لله بهذين الاسمين

** الإيمان الحق بان الله هو القابض الباسط بيده الاخذ والعطاء والتوسعة والتضييق وليس بيد مخلوق
** عدم استعمال ما بسط الله لنا من الرزق في معصيته
** ينبغي لمن امتن الله عليه ببسطة في المال أو العلم أو الجسم أن يتفضل علي عباد الله كما تفضل الله عليه
** من ضيق عليه في شيء فلا يلجأ إلا إلي القابض الباسط مالك كل شيء
** القبض والبسط اختبار وامتحان
فقبض الرزق ليس دليلا علي الغضب وبسطه ليس دليلا علي الرضا , وإنما هي حكمة الله عز وجل ,
فكلاهما ابتلاء وقد يكون في القبض الخير الكثير للعبد وإن كان شرا في ظاهره
مثال البسط الذي هو محنة:
قصة صاحب الجنتين , وقصة قارون , فكلاهما وسع الله عليه في الرزق وكلاهما كفر بنعمة الله
مثال البسط الذي هو منحة :
قبض الصحة أو المال أو الولد عن الإنسان قد يكون فرصة عظيمة ليعود العبد إلي خالقه ولا يتكبر في الأرض بغير الحق
"

وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة العشرون من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(31)

السميع

ذكر هذا الإسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"فإن الله سميع عليم"
السميع : لا يعزب عن إدراكه مسموع وإن خفي فهو الذي وسع سمعه كل شيء
قال الأزهري :
والعجب من قوم فسروا السميع بمعني المستمع فرارا من وصف الله بأن له سمعا , ولكنه عز وجل سميع ذو سمع بلا تكييف ولا تشبيه

"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم"

أمر الله عز وجل العبد إذا نزعه الشيطان أن يتوجه إلي ربه السميع لاستعاذته , العليم بما يستعيذ منه العبد

(32)

البصير

ذكر هذا الإسم في القرءان , قال تعالي :" وهو السميع البصير"
البصير هو الذي يشاهد الأشياء كلها ظاهرها وباطنها

"لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار"
الله يدرك الأبصار وفي هذا دليل علي أن خلقه لا يدركون الأبصار أي لا يعرفون حقيقة البصر ولا يدركون ما الشيء الذي به صار الإنسان يبصر من عينيه دون أن يبصر من غيرهما
والبصيرة هي عقيدة القلب , وقيل الفطنة , وقيل الثبات في الدين

التعبد لله بهذين الاسمين

إذا أيقن العبد أن الله سميع بصير لن يقول ولا يفعل ولا يسمع ولا يري إلا ما يرضي المولي جل وعلا فهو سبحانه يعلم السر وأخفي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الواحدة والعشرون من سلسلة شرح أسماء الله الحسني

اسم الله

(33)الحكم

(34)

الحكيم
(35)أحكم الحاكمين

اسم الله الحكيم ورد ذكره في القرءان , قال تعالي :"إن الله عزيز حكيم"
وكذلك اسمه تعال أحكم الحاكمين , قال تعالي :"أليس الله بأحكم الحاكمين"
أما اسمه تعالي الحكم فلم يرد في القرءان وإنما في حديث رسول الله -صلي الله عليه وسلم-حيث قال :"إن الله هو الحكم"

الحكم : هو المنع من الظلم , وأصل الحكم منع الفساد , وشرائع الله كلها استصلاح للعباد ومنع للفساد , وقيل للحاكم حاكم لمنعه الناس عن التظالم وردعه إياهم , وعلي ذلك فالذي يمنع الفساد في الأرض إنما هو الله الحكيم , ومنه أيضا سمي الطبيب حميما لأنه يمنع انتشار المرض في جسد المريض
فالله عز وجل سمي نفسه بالحكيم , وسمي كتابه الذي حوي شرعه بالحكيم , "الر تلك آيات الكتاب الحكيم"

التعبد لله بهذا الاسم

أن نؤمن أن وراء كل حركة وسكنة في الكون كله حكمة بالغة بل حكم كثيرة , أظهر الله لنا بعضها أم لا , ففي كتابتي لهذه السطور حكمة وفي قراءتك لها الآن حكمة , وفي صلاتك وصيامك وزكاتك حكمة , وفي كل عمل تعمله حكمة
ثم بعد ذلك علينا أن نؤمن بحكم الحكيم فلا نرضي حاكما وحكما غيره
"ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم"
ويجب علي الحكام ألا يتعدوا حكم الله الذي شرعه لهم ونصبه فصلا بين عباده وأن يحكم الحاكم بالحق ولو علي نفسه

(36)اللطيف

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"وهو اللطيف الخبير"
قيل : اللطيف أي الرفيق بعباده , وهو في حق الله يفيد أنه المحسن إلي عباده في خفاء وستر من حيث لا يعلمون , ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون
وقيل : هو الذي لا يعاجل من عصاه , ولا يخيب من رجاه , وقيل : هو الذي يعفو عمن يهفو والذي يرحم من لا يرحم نفسه

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم أن الله هو اللطيف وكما تحب أن يلطف بك فالطف أنت حسب طاقتك باخوانك المؤمنين , واشغل نفسكبالشكر لمن لطفه بك خفي وبره إليك واصل في السرائر والضرائر

(37)الخبير

ذكر هذا السم في القرءان , قال تعالي :"إن الله لطيف خبير"

الخبير:

العالم بما كان وما يكون , لا تعزب عنه الأخبار الباطنة , ولا يجري في الملك والملكوت شيء , ولا تتحرك ذرة ولا تسكن , ولا يضطرب نفس ولا يطمئن إلا ويكون عنده خبره وعلمه

التعبد لله بهذا الاسم

أن يكون العبد خبيرا بما يجري في عالمه (قلبه و بدنه) , والخفايا التي يتصف القلب بها من الغش والخيانة وإضمار الشر وإظهار الخير ويعرف علاج ذلك , ولا يعرف ذلك إلا ذو خبرة بالغة قد خبر نفسه ومارسها وعرف مكرها وتلبيسها وخدعها فحاذرها وتشمر لها وأخذ الحذر منها , فذلك من العبيد جدير بأن يسمي خبيرا

(38)

الحليم

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم إحدي عشر مرة , قال تعالي :"واعلموا أن الله غفور حليم"

الحليم :
في حق الله عز وجل معناه الصبور , وقيل معناه الذي لا يستخفه عصيان العصاة , ولا يستفزه الغضب عليهم

الحليم :
هو الذي يشاهد معصية العصاة , ويري مخالفة أمره , ثم لا يستفزه الغضب , ولا يعتريه الغيظ , ولا يحمله علي المسارعة إلي الإنتقام مع غاية الإقتدار , "ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك علي ظهرها من دابة" , ولا يستحق الصافح مع العجز اسم الحليم , إنما الحليم هو الصفوح مع القدرة , والمتأني الذي لا يعجل بالعقوبة

(39)العظيم

ورد ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم"
العظيم :
الذي جاوز قدره وجل عن حدود العقول حتي لا تتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته , قال النبي -صلي الله عليه وسلم- أما الركوع فعظموا فيه الرب ,أي اجعلوه في أنفسكم ذا عظمة

التعبد لله بهذا الاسم

تعظيم الله تعالي , ومن تعظيمه تعظيم أمره ونهيه
ومن علامات تعظيم الأمر والنهي :
الحرص علي البعد عن المنهيات وما يدعو إليها , وتجنب فضول المباحات , وعدم الاسترسال مع الرخص إلي حد مجاوزة الطريق المستقيم

"

ما لكم لا ترجون لله وقارا

"

من أعظم الجهل والظلم أن يطلب العبد التعظيم والتوقير له من الناس وقلبه خالي من تعظيم الله , فيوقر المخلوق ويجله أن يراه في حال لا يوقر الله أن يراه عليها
فمن لا يوقر الله وما آتاه من العلم والحكمة كيف يطلب من الناس توقيره

(40)الشكور
(41)الشاكر

اسمان ورد ذكرهما في القرءان الكريم , قال تعالي :"إن ربنا لغفور شكور" , "إن الله شاكر عليم"

الشكور:

من أسماء الله عز وجل ومعناه أنه يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء , وشكره لعباده مغفرته لهم
أما الشكور من عباد الله فهو الذي يجتهد في شكر ربه بطاعته وأدائه ما عليه من عباداته

الفرق بين الحمد والشكر

الشكر لا يكون إلا عن يد أي فضل أو نعمة , أما الحمد فيكون عن يد وعن غير يد

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه هو الشاكر والشكور علي الإطلاق , وأن شكره تعالي واجب علي كل مكلف , لأنه الذي يقبل القليل ويعطي الكثير
ثم اعلم أن علي كل جارحة شكرا يخصها وعلي اللسان من ذلك مثل ما علي سائر الجوارح , وقد أخبر الرسول -صلي الله عليه وسلم- أن الأعضاء تقول للسان :"اتق الله فينا فإنما نحن بك , فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا"
وشكر كل جارحة باستعمالها بتقوي الله العظيم في امتثال الطاعات واجتناب النواهي , قال تعالي :
"لئن شكرتم لأزيدنكم"
ثم علي المسلم أن يشكر من أسدي إليه معروفا من الناس , قال -صلي الله عليه وسلم- :"لا يشكر الله من لا يشكر الناس"
اللهم أعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

(42)العلي
(43)الأعلي
(44)المتعالي

هذه الأسماء الثلاثة ورد ذكرها في القرءان الكريم , قال تعالي :"وهو العلي العظيم" , "سبح اسم ربك الأعلي" , "الكبير المتعال"

الله عز وجل هو العلي الأعلي المتعالي ذو العلاء والمعالي , تعالي عما يقول الظالمون علوا كبيرا ,
وهو الأعلي سبحانه جل وعلا عن كل ثناء فهو أعظم وأجل وأعلي مما يثني عليه
وهو المتعالي عن إفك المفترين وتنزه عن وساوس المتحيرين
سبحانه ليس كمثله شيء

(45)الحفيظ
(46)الحافظ

اسمان من أسماء الله عز وجل ورد ذكرهما في القرءان الكريم , قال تعالي :"والذين اتخذوا من دونهم أولياء الله حفيظ عليهم" , "فالله خير حافظا"

الحفيظ

لا يعزب عن حفظه الأشياء كلها من مثقال ذرة في السماوات والأرض , وقد حفظ علي خلقه وعباده ما يعملون من خير أو شر , وقد حفظ السماوات والأرض بقدرته " ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم "

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه هو الحافظ لجميع الخلق , وأعظم الحفظ حفظ القلوب وحراسة الدين عن الكفر والنفاق وأنواع الفتن والبدع والأهواء

ويجب عليه حفظ حدود الله وحفظ ما وجب عليه من حقوق , وحفظ ما استحفظه الله إياه بحسن الرعاية له والقيام به

قيل : من حفظ لله جوارحه حفظ الله عليه قلبه ومن حفظ لله حقه حفظ الله عليه حاله
وفي حديث ابن عباس :أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال :"يا بني احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده أمامك"

ولما كان الله هو الحافظ الحفيظ, فقد استحفظ بعض خلقه علي بعض كتبه فلم يقوموا بحفظها ورعايتها , فلما أنزل تعالي آخر الكتب علي آخر الرسل -صلوات الله وسلامه عليع- تولي سبحانه وتعالي حفظه بنفسه

(47)المقيت

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"وكان الله علي كل شيء مقيتا"

المقيت

أي الحافظ الشاهد القادر علي ما أراد
وقيل : الذي يعطي أقوات الخلائق

التعبد لله بهذا الاسم

أن يعلم العبد أنه لا قائم بمصالحه إلا الله سبحانه وتعالي , وأنه هو الذي يقوتهم ويرزقهم , وأفضل رزقه يرزقه العقل , فمن رزقه الله العقل أكرمه , ومن أحرمه فقد أهانه وأذله
ثم يجب علي العبد أن يعطي قوت من يمونه , قال -صلي الله عليه وسلم- :"كفي بالمرء إثما أن يضيع من يقوت"

(48)الحسيب

ذكر هذا الاسم في القرءان , قال تعالي :"وكفي بالله حسيبا"

قيل : الحسيب معناه الكافي , وقيل الذي يعطي العبد ما يرضيه أو أنه من حسن التدبير

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم أن الله سريع الحساب و أسرع الحاسبين , وأنه يحاسب خلقه ويجازيهم

وحظ العبد من هذا الاسم أن يداوم علي محاسبة نفسه عالما معتقدا أنه لابد محاسب يوم القيامة بين يدي الحسيب جل وعلا

فمحاسبة النفس هي نظر العبد في حق الله عليه أولا ثم نظره هل قام به كما ينبغي أم لا؟ فيسير بقلبه إلي الله ذليلا خاضعا منكسرا , ذل فيه عزة وغني فيه فقر وكسر فيه جبر

(49)الكريم

ورد ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم أربع مرات , قال تعالي :"إن ربك غني كريم" , "ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم"

الكريم
من صفات الله وأسمائه وهو الكثير الخير الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه

وهو الكريم
الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل

وهو الكريم
حميد الفعال رب العرش العظيم

هو الكريم
الذي إذا وعد أوفي , وإذا أعطي زاد علي منتهي الرجاء , ولا يبالي كم أعطي ولمن أعطي , لا يضيع من لاذ ولجأ اليه ويغنيه عن الوسائل والشفعاء

قيل : إن من كرم الله تعالي إذا تاب العبد عن السيئة محاها عنه وكتب له مكانها حسنة

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه هو الكريم وأحق من تسمي بالكرم , فيسأله وهو أحق من يسأل

ثم يجب عليه أن يتصف بالكرم ويسعي في أسبابه بأن يعود نفسه السخاء ويده العطاء وأخلاقه المكارم

وأعظم أسباب الكرم : التقوي , كما أخبر المولي عز وجل حيث قال :"إن أكرمكم عند الله أتقاكم" والتقوي هنا معناها مراعاة حدود الله والاتصاف بما أمر والتنزه عما نهي

ثم يجب علي كل مكلف إكرام شعائر الله , وإكرام قوله , وإكرام كتابه , وأسمائه , وأوليائه , ونعمه؛ ومن إكرام نعمه ألا يضعها في غير مواضعها وأن يستخدمها في طاعة الله عز وجل

(50)الرقيب

ورد ذكر هذا الاسم في القرءان , قال تعالي :" فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم "

الرقيب هو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء

يقول أحد الشعراء

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعــــة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب

قيل : الرقيب الذي لا يغفل عما خلق فيلحقه نقص أو يدخل عليه خلل من قبل غفلة عنه , قال تعالي :"وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين"

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم أن الله رقيب عليه وعلي كل مخلوق, وأن يعلم أن الله وكل بكل مكلف ملكين يحصيان أقواله وأفعاله , وأن الجزاء من الله بحسب هذه المراقبة

ولن يتهيأ العبد لذلك حتي يكون عقله علي نفسه رقيبا , فيعبد الله كأنه يراه , فمن قام بذلك فهو رقيب علي نفسه , ويكتب رقباؤه الحفظة الكاتبون ما تبتهج به نفسه يوم الحشر العظيم وحينئذ يشاهد الرقيب جل وعلا فلا ينأي نوره عنه ولا يغيب

(51)الواسع

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم سبع مرات , قال تعالي :"إن الله واسع عليم"

الواسع
أي الغني , وأوسع الله عليك أي أغناك , قال تعالي:" إنا لموسعون " أي أغنياء قادرون

الواسع
الذي وسع رزقه جميع خلقه ووسعت رحمته كل سيء وغناه كل فقر

الواسع
الكثير العطاء الذي يسع لما يسأل

الواسع
المحيط بكل شيء , "وسع كل شيء علما"

الواسع العليم

تأمل أخي المسلم اقتران اسمه تعالي الواسع باسمه العليم في قوله تعالي :"مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم "

فتأمل كيف ذيلت الآية بهذين الاسمين العظيمين بعد بيان فضل النفقة في سبيل الله , تجد الاسمين مطابقين لسيلقهما , فلا يستبعد العبد هذه المضاعفة فإن المضاعف واسع العطاء واسع الغني واسع الفضل , ومع ذلك فلا يظن أن سعة عطائه تقتضي حصولها لكل منفق , فهو عليم بمن تصلح له هذه المضاعفة وهو أهل لها وعليم بمن لا يستحقها , فإن كرمه وفضله سبحانه لا يناقض حكمته

(52)الودود

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"إن ربي رحيم ودود"

الودود
اي المحب لعباده , وهو مودود أي محبوب في قلوب أولياءه

الودود
الذي يحب الخير لجميع الخلق , فيحسن إليهم ويثني عليهم

الودود
الواد لأهل طاعته , الراضي عنهم بأعمالهم , المحسن إليهم

الودود
هو المودود لكثرة إحسانه أي المستحق لأن يود فيعبد ويحمد

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه هو الودود المحب لخلقه المثني عليهم المحسن إليهم

ثم يجب عليه أن يتودد إلي ربه بامتثال أمره ونهيه , كما تودد سبحانه إليه بنعمه وفضله , ويحبه كما أحبه ومن حب العبد لله رضاه بما قضاه وقدره وحب القرءان والقيام به وحب الرسول -صلي الله عليه وسلم- وحب سنته والقيام بها

وأخيرا ..
إن محبة الله عز وجل تنال بترك المناهي أكثر من منالها بسواها من أعمال الطاعات , فالأعمال الصالحات قد يعملها البر والفاجر , أما الإنتهاء عن المعاصي لا يكون بمجاهدة ومشقة وقهر للنفس والأهواء

(53)المجيد

ذكر هذا الاسم في القرءان , قال تعالي :"إنه حميد مجيد"

المجد يدل علي بلوغ نهاية الكمال , والله هو الماجد المجيد الذي لا كرم فوق كرمه

وقيل المجيد من اتصف بشرف الذات وحسن الفعال وهذا لا يكون إلا لله عز وجل , فالله عز وجل تمجد بفعاله ومجده خلقه لعظمته

(54)الشهيد

ذكر هذا الاسم في القرءان , قال تعالي :"قل الله شهيد بيني وبينكم"
الشهيد
الذي لا يغيب عن علمه شيء

الشهيد
الذي لا يغيب عنه شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة بل هو مطلع علي كل شيء مشاهد له عالم بتفاصيله

يقول ابن القيم -رحمه الله- :
من كمال الله اطلاعه علي كل شيء وشهادته عليه بحيث لا يغيب عنه وجه من وجوه تفاصيله , ولا ذرة من ذراته باطنا وظاهرا , ومن هذا شأنه , كيف يليق بالعباد أن يشركوا به غيره , وأن يعبدوا معه غيره , ويجعلوا معه إلها آخر ؟!

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتي"

الحق
هو الموجود حقيقة , المتحقق وجوده وإلهيته

والحاقة أي القيامة , لأنها تحق بكل شيء , قال تعالي :"وحقت كلمة العذاب علي الكافرين"

تأمل قول الحق جل وعلا :

"وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين * ما خلقناهما إلا بالحق "
والحق الذي خلقت به السماوات والأرض ولأجله هو : التوحيد وحقوقه من الأمر والنهي والثواب والعقاب والشرع والقدر والخلق والثواب والعقاب
وضد الحق الباطل والعبث , الذي نزه الله نفسه عنه وأخبر أنه لم يخلق به السماوات والأرض

قال ابن الجوزي في صيد الخاطر:

الحق يأتي بعدة معاني منها:

*الجرم
"ويقتلون النبيين بغير الحق"

*البيان
"الآن جئت بالحق"

*المال
"وليملل الذي عليه الحق"

*القرءان
"بل كذبوا بالحق"

*الصدق
"قوله الحق"

*العدل
"وبين قومنا بالحق"

*الإسلام
"فيحق الحق"

*الحاجة
"ما لنا في بناتك من حق"

*لا إله إلا الله
"له دعوة الحق"

*التوحيد
"وأكثرهم للحق كارهون"

*الحظ
"والذين في أموالهم حق معلوم"

*يراد به الله عز وجل
"ولو اتبع الحق أهوائهم"

(56)الوكيل

ذكر هذا الاسم في القرءان أربعة عشر مرة , قال تعالي :"وتوكل علي الله وكفي بالله وكيلا"

الوكيل
هو القائم المستقل بجميع ما يحتاج إليه الموكل
وقيل الوكيل أي الكفيل بأرزاق العباد أو الكافي أو الذي يستسلم الموكل له
من درجات التوكل علي الله اعتماد القلب علي الله واستناده إليه وسكونه إليه

الفرق بين التوكل والعجز

يقول ابن القيم -رحمه الله- :

الفرق بين التوكل والعجز أن التوكل عمل القلب وعبوديته اعتمادا علي الله وثقة به والتجاءا إليه وتفويضا إليه ورضا بما يقضيهله لعلمه بكفايته سبحانه وحسن اختياره لعبده إذا فوض إليه مع قيامه بالأسباب المأمور بها واجتهاده في تحصيلها
وأما العجز فهو تعطيل الأمرين أو أحدهما فإما أن يعطل السبب عجزا منه ويزعم أن ذلك توكل ولعمر الله إنه لعجز وتفريط , وإما أن يقوم بالسبب ناظرا إليه معتمدا عليه غافلا عن المسبب معرضا عنه , وإن خطر بباله لم يثبت معه ذلك الخاطر ولم يعلق قلبه به تعلقا تاما بحيث يكون قلبه مع الله وبدنه مع السبب فهذا توكله عجز وعجزه توكل

اللهم إني أتوسل إليك بأنك أنت الوكيل ااهم انزع من قلبي الخوف إلا منك والخشية إلا منك والثقة إلا بك والتوكل إلا عليك والإنابة إلا إليك والرهبة إلا منك
لا إله إلا أنت لا أحصي ثناءا عليك أنت كما أثنيت علي نفسك , لا إلأه إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

(57)القوي

ذكر هذا الاسم في القرءان تسع مرات , قال تعالي :"إن الله لقوي عزيز" , "إن الله قوي شديد العقاب"

القوي
هو الكامل القدرة علي الشيء
تقول هو قادر علي حمله , فإن زدته قلت هو قوي علي حمله

الفرق بين القوة والقدرة

*القوة يقابلها الضعف , قال تعالي :"هو الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة"
والقدرة يقابلها العجز , قال تعالي :"وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا"
*القدرة يوصف بها ذو الشعور أي صاحب الارادة والقوة يوصف بها من عنده ارادة ومن ليس عنده ارادة , فكل قوي قادر وليس كل قادر قوي , فأنت تقول مثلا حديد قوي ولا تقول قادر بخلاف الانسان فهو قادر وقوي

التعبد لله بهذا الاسم

روي مسلم من حديث أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه- قال كنت أضرب غلاما لي , فسمعت من خلفي صوتا :"اعلم أبا مسعود" مرتين "الله أقدر عليك منك عليه" فالتفت فإذا هو النبي -صلي الله عليه وسلم-, فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالي , قال :"أما إنك لو لم تفعل للفعتك النار"

قيل إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك

اللهم انك تعلم ضعفنا وضعف ايماننا فقونا يا رب العالمين , اجعل أمتنا أقوي الأمم وانصرنا علي القوم الكافرين

(58)المتين

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"

المتين معناه
ذو الاقتدار والشدة
أو القوي
أو القوي الشديد الذي لا يلحقه في أفعاله مشقة ولا تعب
أو التناهي في القوة والقدرة

(59)الولي
(60)المولي
(61)النصير

هذه الاسماء ورد ذكرها في القرءان الكريم , قال تعالي :"وهو الولي الحميد " , "نعم المولي","ونعم
النصير"

الولي
هو الناصر , وقيل المتولي لأمور العالم والخلائق القائم بهم
والولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل

قال تعالي "الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلي النور " , فهو تعالي وليهم بأن يتولي نصرهم وإرشادهم ويتولي يوم الحساب ثوابهم وعقابهم

الولي
يختص بمصالح العباد وخصوصا المؤمنين منهم , وخصوص الخصوص في المرسلين والنبيين والصديقين , ولا يجوز أن يقال في حق الله تعالي ولي الكافرين , قال تعالي :"ذلك بأن الله مولي الذين ءامنوا وأن الكافرين لا مولي لهم "

التعبد لله بهذا الاسم

ولاية الله للعبد إنعامه عليه , وبإنعامه عليه كان مولاه , فإن تولاه العبد كما قال سبحانه وتعالي :"ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هم الغالبون" , فقابلوا إنعامه بالشكر والإقرار والطاعة والتوحيد , تبعت تلك الولاية أمور قد ضمنها الله سبحانه لأوليائه من الهداية والمعرفة والنصرة

ثم يجب علي كل مؤمن أن يوالي من تولاه وأن ينصره , قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- :"انصر أخاك ظالما أو مظلوما"

[size=12]

(62)الحميد

ورد ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"إنه حميد مجيد"

الحميد
هو المحمود علي كل حال

التحميد
كثرة حمد الله سبحانه بالمحامد الحسنة والتحميد أبلغ من الحمد

الحميد
هو المستحق لأن يحمد لأنه جل ثناؤه بدأ فأوجد , ثم جمع لنا بين النعمتين الجليليتين : الحياة والعقل , ووالي بعد منحه , وتابع آلائه ومنته حتي فاتت العد , فمن الذي يستحق الحمد سواه

الحميد
الذي استحق الحمد بفعاله , وهو الذي يحمد في السراء والضراء والشدة والرخاء

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعتقد أن الحمد علي الاطلاق إنما هو لله , فنحمده علي كل نعمة وعلي كل حال بمحامده كلها ما علمنا منها وما لم نعلم , وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم - يقول:"ربنا ولك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد"
وقال :" أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الثناء الحمد لله "

ثم يجب علي العبد أن يسعي في خصال الحمد وهي التخلق بالأخلاق الحميدة والأفعال الجميلة ويترك نقيضها ويدع سفاسفها

[/size]

(63)الحي
(64)الحيي

اسمان من أسماء الله عز وجل , ورد ذكر الحي في القرءان الكريم , قال تعالي :"الله لا إله إلا هو الحي القيوم" , أما اسمه تعاي الحيي فقد جاء في حديث رسول الله -صلي الله عليه وسلم- حيث قال :"إن الله حيي كريم , إذا رفع العبد يديه يستحي أن يردهما صفرا"

الحي
يفيد دوام الوجود , والله تعالي لم يزل موجودا ولا يزال

الحي
متضمن للحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال , الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم والقدرة والسمع والبصر وغيرها

ليس في أسماء الله تعالي المميت وإنما جاء وصفا في قوله تعالي :"إنا نحن نحيي ونميت" , أما المحيي فقد ذكر في القرءان الكريم في قوله تعالي :"إن ذلك لمحيي الموتي"

المحيي
هو الذي يحيي النطفة الميتة فتخرج منها النسمة الحية , ويحيي الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها بعد البعث , ويحيي القلوب بنور المعرفة , ويحيي الأرض بعد موتها بإنزال الغيث وإنبات الرزق

"

يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

"
إن الحياة النافعة إنما تحصل بالإستجابة لله ولرسوله فمن لم تحصل له هذه الإستجابة فلا حياة حقيقية له وإنما حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه هو المحيي المميت علي الإطلاق لا ما ظنه اللعين النمرود وإخوانه من القدرية حيث حاجه إبراهيم الخليل بقوله :"ربي الذي يحيي ويميت" , فقال له الكافر :"وأنا أحيي وأميت" فعمد إلي رجل مسجون علي الموت فأطلقه وإلي حي فقتله ولكنه لم يخلق موتا ولا حياة وإنما اكتسب ما يكتسبه غيره من المخلوقين من تناول القتل والمنة بالعفو

الحيي

من أسماء الله عز وجل متأول إذ العبد هو الموصوف بالحياء لأنها حالة يجدها العبد في نفسه
تحمله علي إجلال المستحيا منه , ولما كان الله تعالي متكرما علي سائله وقاضيا حوائج داعيه وصف نفسه بالحياء الذي يوصف به من كرمت نفسه وكانت له سجية حيية , وقد وصف نفسه بأنه يستحي من العبد ولا يستحي من الحق
فحياؤه من العبد يرجع إلي قضاء حاجته بصفة كرمه , وكونه لا يستحي من الحق يرجع إلي صفة عدله القاضية بجريان الحق علي أهله

وقد قسم الحياء علي عشرة أوجه:
*حياء الجناية
ومنه حياء آدم عليه السلام لما فر هاربا في الجنة , قال تعالي : لأفرارا مني يا آدم ؟ قال : لا يارب بل حياء منك

*حياء التقصير
كحياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون , فإذا كان يوم القيامة قالوا :سبحانك ما عبدناك حق عبادتك

*حياء الإجلال
هو حياء المعرفة وعلي حسب معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه

*حياء الكرم
كحياء النبي -صلي الله عليه وسلم- من القوم الذين دعاهم إلي وليمة زينب وطولوا الجلوس عنده فقام واستحيي أن يقول لهم : انصرفوا

*حياء الحشمة
كحياء علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- أن يسأل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن المذي لمكان ابنته منه

*حياء الاستحقار واستصغار النفس
كحياء العبد من ربه عز وجل حين يسأله حوائجه احتقارا لشأن نفسه واستصغارا لها

*حياء المحبة
هو حياء المحب من محبوبه , حتي إنه إذا خطر علي قلبه في غيبته هاج الحياء من قلبه وأحس به في وجهه

*حياء العبودية
هو حياء ممتزج من محبة وخوف ومشاهدة عدم صلاح عبوديته لمحبوبه وأن قدره أعلي وأجل منها فعبوديته له توجب استحياءه منه لا محالة

*حياء الشرف والعزة
هو حياء النفس العظيمة الكبيرة إذا صدر منها ما هو دون قدرها من بذل أو عطاء وإحسان

*حياء المرء من نفسه
هو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص وقناعتها بالدون فيجد نفسه مستحيا من نفسه حتي كأن له نفسين يستحي بإحداهما من الأخري وهذا أكمل ما يكون من الحياء فإن العبد إذا استحي من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر

ونصيب العبد من هذا الاسم : هو رؤية الآيات ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمي الحياء

(65)القيوم

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"الله لا إله إلا هو الحي القيوم"

القيوم
القائم بتدبير أمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بأمكنتهم , قال تعالي :" وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها "

القيوم
القائم علي كل شيء , القائم علي خلقه بآجالهم وأعمالهم وأرزاقهم

(66)الواحد
(67)الأحد

اسمان ورد ذكرهما في القرءان الكريم , قال تعالي :"قل هو الله أحد" , "لمن الملك اليوم لله الواحد القهار"

التوحيد هو الإيمان بالله وحده لا شريك له

الواحد
هو المنفرد بالذات في عدم المثل والنظير

الواحد
الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر

الأحد
لا يوصف بالأحدية غير الله سبحانه وتعالي , فلا يقال رجل أحد أو درهم أحدكما يقال رجل واحد ودرهم واحد أي فرد , لأن أحد صفة من صفات الله عز وجل التي استخلصها لنفسه ولا يشركه فيها غيره

التعبد لله بهذا الاسم

إقامة التوحيد لله عز وجل في كل حركة وسكنة , لا تعبد إلا الله عز وجل بكل معاني العبادة من صلاة وصيام وزكاة وحج وذبح ونذر ودعاء وغير ذلك من العبادات لأنه الواحد الأحد المستحق للإفراد بالعبادة

[size=12]

(68)الصمد

ذكر هذا الاسم في القرءان , قال تعالي :"قل هو الله أحد *الله الصمد"

الصمد
السيد الذي ينتهي إليه السؤدد

الصمد
السيد المطاع الذي لا يقضي دونه أمر

الصمد
الذي يصمد إليه في الحوائج

الصمدالمستغني عن كل أحد , المحتاج إليه كل أحد

عن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه قال :سمع النبي -صلي الله عليه وسلم- رجلا يدعو وهو يقول :اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد, فقال -صلي الله عليه وسلم-" والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي"

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يصرف وجهه في قضاء حوائجه إلي الصمد ويعلم أنه تعالي القادر علي قضاء حوائجه وتيسيرها له , فيكون التوكل كله والرغبة كلها مصروفة لله تعالي فلا يتعلق قلب المسلم بأحد من خلقه

[/size]

(69)القدير
(70)القادر
(71)المقتدر

ذكرت هذه الأسماء الثلاثة في القرءان الكريم , قال تعالي :"إن الله عليم قدير" , "قل إن الله قادر علي أن ينزل آية" , "عند مليك مقتدر"

قوله تعالي :"وما قدروا الله حق قدره" , قال المفسرون : ما عظموا الله حق عظمته ولم يصفوه بصفته التي تنبغي له

القدير والقادر من أسماء الله عز وجل يكونان من القدرة ويكونان من التقدير , وتقدير الله للخلق معناه تيسيره كلا منهم لما علم أنهم صائرون إليه من السعادة والشقاء

والذي قدر فهدي

يقول ابن القيم -رحمه الله- :
قدر خلق الذكر والأنثي فهدي الذكر للأنثي كيف يأتيها , وقدر من النسل ما أراد , وقدر مدة الجنين في الرحم ثم هداه للخروج , وهداه إلي معرفة أمه دون غيرها حتي يتبعها أين ذهبت , وهدي الطير والوحش والدواب إلي الأفعال العجيبة التي يعجز عنها الانسان

ثم تأمل أخي الكريم
قدرة الله تعالي العليم القدير الخبير في قول النبي -صلي الله عليه وسلم- :"يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا" قال تعالي :"كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين"

سبحانه علي كل شيء قدير

(72)المقدم

(73)المؤخر

هذان الاسمان لم يذكرا في القرءان الكريم وإنما ذكرا في سنة النبي -صلي اللهعليه وسلم- فيما رواه الشيخان في الحديث الطويل وفيه :"أنت المقدم وأنت المؤخر"

المقدم
هو الذي يقدم الأشياء ويضعها في مواضعها فمن استحق التقديم قدمه علي ماأحب وكيف أحب

المؤخر
الذي يؤخر الأشياء فيضعها في مواضعها , والحكمة والصلاح فيما يفعله الله تعالي وإن خفي علينا وجه الحكمة

المقدم المؤخر
الذي يقرب ويبعد , ومن قربه فقد كرمه , ومن أبعده فقد أخره , وقد قدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم وهدايتهم , وأخر أعداءه بإبعادهم وضرب الحجاب بينه وبينهم
وقد يراد بالتقديم والتأخير تقديم بعض الموجودات علي بعض في الإبداع وليس في الرتبة والشرف , فقد يكون مؤخرا في الإبداع ومقدما في الشرف كمحمد -صلي الله عليه وسلم- , وقد يجتمع لبعض الموجودات تقديم الابداع والشرف كالعرش والكرسي والقلم

[size=12]

(74)الأول

(75)الآخر

اسمان من اسماء الله تعالى ورد ذكرهما فى القرآن الكريم,قال تعالى:(هو الأول والآخر والظاهر والباطن)

الأول:
هو متقدم للحوادث بأوقات لا نهاية لها,فالأشياءكلها وجدت بعده,وقد سبقها كلها,وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى دعائه:(انت الأولفليس قبلك شئ ,وانت الآخر فليس بعدك شئ).

الآخر:
هو المتآخر عن الأشياء كلهاويبقى بعدها.

التعبد لله بهذا الإسم

والتعبد لله بهذا الإسم مرتبتان:

المرتبة الأولى:
أن تشهد الأولية منه تعالي في كل شيء , والآخرية بعد كل شيء والعلو والفوقية فوق كل شيء , والقرب والدنو من كل شيء

.....

المرتبة الثانية:
أن يعامل كل اسم بمقتضاه فيعامل سبقه تعالي بأوليته لكل شيء , وسبقه بفضله وإحسانه الأسباب كلها بما يقتضيه ذلك من إفلااده وعدم الالتفات إلي غيره والوثوق بسواه والتوكل علي غيره , فمن ذا الذي أوجدك في الأزل حيث لم تكن شيئا مذكورا حتي سماك باسم الإسلام , ووسمك بسمة الإيمان وجعلك من أهل قبضة اليمين , فعصمك عن العبادة للعبيد , وأعتقك من التزام الرق لمن له شكل ونديد , ثم وجه وجهة قلبك إليه سبحانه دون ما سواه

ثم تعبد له باسمه الآخر بأن تجعله وحده غايتك التي لا غاية لك سواه , ولا مطلوب لك وراءه , فكما انتهت إليه الأواخر وكان بعد كل آخر فكذلك اجعل نهايتك إليه فإن إلي ربك إلي المنتهي

[/size]

(76)الظاهر

(77)الباطن

اسمان لله عز وجل ورد ذكرهما في القرءان الكريم , قال تعالي :"هو الأول والآخر والظاهر والباطن"

الظاهر
الذي ظهر للعقول بحججه وبراهين وجوده وأدلة وحدانيته , وفيه دليل علو علو الله سبحانه وهو علو ذات وصفات , قال تعالي :"الرحمن علي العرش استوي"

الباطن
معناه أنه علم السائر والخفيات كما علم الظواهر
وقيل هو المحتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم فلا يدركه بصر ولا يحيط به وهم

الباطن والظاهر في الإيمان

الإيمان له ظاهر وباطن , وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح , وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته , فلا ينفع ظاهر لا باطن له ولا يجزي باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك

التعبد لله باسمه الباطن

طهر سريرتك فإنها عند الله علانية فهو يعلم السر وأخفي , وأصلح له غيبك فإنها عنده شهادة , وزك له باطنك فإنه عنده ظاهر

(78)البر

من أسماء الله عز وجل ورد ذكره في القرءان الكريم , قال تعالي :"إنه هو البر الرحيم"

البر

هو بر بخلقه يحسن إليهم ويصلح أحوالهم , وهو دليل علي الإتساع في الإحسان والزيادة
وهذا الوصف مضاف إلي عباده كلهم في الدنيا وإلي الخصوص في الأخري , وذلك أنه ما من شخص في الدنيا إلا وسعه بر الله تعالي وفاض عليه إحسانه ولذلك عم في قوله :"وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة" , وأما في الآخرة فلا يختص ببر الله تعالي إلا من أنعم عليه بجواره

البر
الرفيق بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر ويعفو عن كثير من سيئاتهم ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه هو البر الرحيم ثم يجب عليه مبرته ومبرة كتبه ورسله وأوليائه وأهل طاعته وبر والديه , ويتضاءل لعظمة الله سبحانه ويتصاغر لكبريائه ويؤدي إليه حقه , ويبر ولاة الأمر بالسمع والطاعة وعامة المسلمين بالنصح لهم في الخير

(79)التواب

ورد ذكر هذا السم في القرءان الكريم , قال تعالي :"إن الله هو التواب الرحيم"

التواب

يتوب علي عبده بفضله إذا رجع من ذنبه وتاب إليه , والتوبة هي الرجوع من الذنب

التوبة الشرعية

هي الندم علي ما وقع التفريط فيه لرعاية حقوق الله ويظهر صدق الندم علي الجوارح بالاقلاع والانكفاف في كل ما يتمكن به , فيصل رحمه التي قطعها , ويعيد الصلاة التي تركها , ويرد الأموال التي كان أخذها , إلي غير ذلك مما خالف فيه أمر ربه

توبة الله علي العبد

هي قبول توبته , وخلق الإنابة والرجوع في قلب المسيء وإجراء الطاعات علي جوارحه الظاهرة

تسمية الله عز وجل بالتواب

لأنه خالق التوبة في قلوب عباده وميسر أسبابها لهم والراجع بهم من الطريق التي يكره إلي الطريق التي يرضي , ووصفه بالتواب لكثرة من يتوب عليه , ولتكريره ذلك في الشخص الةاحد مرات ومرات

كفر اليهود والنصاري يهذا الاسم

لقد كفرت اليهود والنصاري بهذا الاصل العظيم وهو أن الله هو التواب , قال تعالي :"اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " , فجعلوا لمن أذنب أن يأتي الحبر أو الراهب فيعطيه شيئا ويحط عنه الذنب افتراء علي الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مسلم أن يعلم أنه لا تواب علي الاطلاق إلا الله عز وجل , وأن التوبة الواقعة من العبد ليست بمجرد كسبه دون فعل الله بل العبد تابع في ذلك الفعل لقضاء الله عز وجل , لذا قال تعالي :"ثم تاب عليهم ليتوبوا" فجعل سبب توبة العبد توبة الله عليه أولا
والتوبة فرض علي كل مسلم , قال تعالي :" وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"
وإذا كان سيد البشر يتوب إلي الله في اليوم مائة مرة فكيف بنا ؟!
وكما أن الإيمان يجب ما قبله من الآثام فإن التوبة تجب ما قبلها من الذنوب , يقول الله عز وجل في التائبين :"فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات"

(80)العفو

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"إن الله لعفو غفور"

العفو

الذي يتجاوز عن الذنب ويترك العقاب عليه

الفرق بين العفو والعافية والمعافاة

العفو
محو الله تعالي ذنوب عبده عنه

العافية
أن يعافيه الله تعالي من الاسقام والامراض

المعافاة
أن يعافيه الله الناس ويعافيهم منه أي يغنيه عنهم ويغنيهم عنه

ويجوز إجراؤه علي المخلوق , قال تعالي :"والعافين عن الناس" , فكل من استحق عقوبة ولم تعاقبه عليها وتركته فقد عفوت عنه

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه هو العفو علي الاطلاق , ثم يجب عليه أن يتخلق بالعفو حتي يدخل في مدح الله للعافين وثنائه عليهم , قال تعالي :"فمن عفا وأصلح فأجره علي الله"
ثم عليه أن يتضرع إلي الله عز وجل في طلب العفو فإنه روي في الحديث :"اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة"

الفرق بين الذل والعفو

العفو إسقاط حقك جودا وكرما مع قدرتك علي الانتقام رغبة في الاحسان ومكارم الأخلاق
أما الذل فإن صاحبه يترك النتقام عجزا وخوفا ومهانة نفس وهذا مذموم غير محمود

(81)الرءوف

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي :"وإن ربكم بكم لرءوف رحيم"

الرءوف
هو الرحيم لعباده العطوف عليهم بألطافه

الرأفة نوع خاص من الرحمة

لأن الرأفة نعمة ملذة من جميع الوجوه , والرحمة قد تكون مؤلمة في الحال ويكون في عقباها لذة ولذلك قال تعالي :"ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله" , ولم يقل رحمة , فإن ضرب العصاة علي عصيانهم رحمة لهم لا رأفة , فإن صفة الرأفة إذا انسدلت علي مخلوق لم يلحقه مكروه , فلذلك تقول لمن أصابه بلاء في الدنيا وفي ضمنه خير في الأخري : إن الله قد رحمه بهذا البلاء , وتقول لمن أصابه عافية في الدنيا في ضمنها خير في الأخري واتصلت به العافية أولا وآخرا وظاهرا وباطنا : إن الله قد رأف به

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم ألا رءوف علي الإطلاق إلا الله , وأن رأفته ليست كرأفته علي ما بيننا ,
ومن رأفته لعباده ورحمته بهم أن ذادهم عن مراتع الهلكة ومنعهم موارد الشهوات , وربما رأف بهم ورحمهم بما يكون في الظاهر بلاء وشدة وهو في الحقيقة رأفة بهم ورحمة , قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- :"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل , يبتلي الرجل علي حسب دينه فما يبرح البلاء علي العبد حتي يتركه يمشي علي الأرض وما عليه خطيئة"

ثم عليك أن ترأف بنفسك كما رأف الله سبحانه بها فلا تحملها فوق وسعها وتسلك بها أوضح المسالك وتقيها موارد المهالك

(82)الغني

ذكر هذا الاسم في القرءان الكريم , قال تعالي:"واعلموا أن الله غني حميد"

الغني
هو الذي لا يحتاج إلي أحد وكل أحد محتاج إليه , وهذا هو الغني المطلق ولا يشارك الله تعالي فيه غيره

"يا أيها الناس أنتم الفقراء إلي الله والله هو الغني الحميد"

بين سبحانه في هذه الآية أن فقر العباد إليه أمر ذاتي لا ينفك عنهم , كما أن كونه غنيا حميدا ذاتي
له فغناه وحمده ثابت له لذاته

الله الغني

* أغنانا الله سبحانه وتعالي بما شرعه لنا من الحنيفية السمحة وما يسره من الدين علي لسان رسوله -صلي الله عليه وسلم- عن الدخول في المهالك والضلال

* أغنانا عن كل باطل ومحرم وضار بما هو أنفع لنا من ناحية الحق المباح النافع

* أغنانا بأعياد الإسلام عن أعياد الكفار والمشركين من أهل الكتاب والمجوس والصابئين وعبدة الأصنام

* أغنانا بوجوه التجارة والمكاسب الحلال عن الربا والميسر والقمار

* أغنانا عن سماع الألحان والغناء بسماع الآيات وكلام الرحيم الرحمن

* أغنانا بشرعه وهدي نبيه -صلي الله عليه وسلم- عن هدي أصحاب الضلالات والطرق المختلفة المتنافرة

سبحانه الغني له الحمد علي كل ما أولانا من نعم , له الحمد علي نعمة الإسلام وكفي بها نعمة

(83)السبوح

من أسماء الله عز وجل ذكر في حديث النبي -صلي الله عليه وسلم- حيث قال :"سبوح قدوس"

التسبيح
هو تنزيه الله جل ثناؤه عن كل سوء

سبحان الله
معناها تنزيها لله من الصاحبة والولد , وقيل تنزيه الله تبارك وتعالي عن كل ما لا ينبغي أن يوصف به

السبوح في الصلاة

روي مسلم عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت : كان يقول -صلي الله عليه وسلم- في
ركوعه وسجوده :"سبوح قدوس رب الملائكة والروح"

وروي مسلم عن حذيفة أن النبي -صلي الله عليه وسلم- "كان يقرأ في صلاته مترسلا وإذا مر بآية فيها تسبيح سبح , وإذا مر بسؤال سأل , وإذا مر بتعوذ تعوذ"

فصلاة العبد لله تبدأ بتسبيح وتنتهي بتسبيح , تبدأ بتسبيح في وضوئه (التسبيح هو التنزيه) إذ لا يقوم العبد ولا يأتي بهذا الوضوء لأحد إلا الله تعالي وهذا من التنزيه

وفي ركوع العبد تسبيح وفي سجوده تسبيح, وقيل التسليم تسبيح , ثم يأتي بعد التسليم التسبيح ثلاثة وثلاثون

(85)الطيب

اسم من اسماء الله عز وجل لم يأت ذكره في القرءان الكريم , وإنما جاء في سنة النبي _صلي الله عليه وسلم- في قوله :"إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا"
الطيب خلاف الخبيث

الكلمة الطيبة
شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله

الطيبات في التشهد
أي الطيبات من الصلاة والدعاء والكلام مصروفات لله عز وجل

أثر اسم الله الطيب في الصلاة

تأمل في افتتاح الصلاة تقول :"إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له"
وهذا يشمل كلمة التوحيد وهو من الكلام الطيب الذي ضد الشرك الخبيث

ثم تأمل قول المصلي :"اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضي"

ثم تجده قبل أن ينصرف من صلاته من بين يدي الطيب يقدم التحيات لله والصلوات الطيبات

ولأن الله هو الطيب فقد أخبر أنه يوم القيامة لا يقبل إلا صاحب القلب الطيب , قال تعالي :"يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم"

(86)الجواد

اسم من أسماء الله عز وجل لم يصرح به القرءان , وإنما ورد في حديث رواه الترمذي وغيره :"إن الله جواد يحب الجود"

الجواد هو كثير العطاء
والله سبحانه هو الجواد علي الاطلاق , بل كل موجود في العالم السفلي والعلوي بالنسبة إلي جوده أقل من قطرة في بحار الدنيا , وجوده لا يناقض حكمته , ويضع عطاءه مواضعه وإن خفي علي أكثر الناس فالله أعلم حيث يضع فضله

الفرق بين الجود والسرف

أن الجواد حكيم يضع العطاء مواضعه , والمسرف مبذر وقد يصادف عطاءه موضعه وقد لا يصادفه

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعلم أن لا جواد علي الاطلاق إلا الله عز وجل , ويجب عليه أن يتخلق بأخلاق الجود وينفي عن نفسه الرياء

(87)القريب

اسم من أسماء الله عز وجل , ذكر في القرءان الكريم , قال تعالي :"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب" , "إنه سميع قريب"

القرب نقيض البعد
تأمل اسم الله القريب في قوله تعالي:"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" , "ونحن أقرب إليه منكم"

روي البخاري ومسلم عن أبي موسي الأشعري قال : كنا مع النبي -صلي الله عليه وسلم في سفر , فجعل الناس يجهرون بالتكبير , فقال النبي -صلي الله عليه وسلم- : "أيها الناس أربعوا علي أنفسكم إنكم ليس تدعون أصما ولا غائبا , إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم "

(88)الرفيق

اسم من أسماء الله عز وجل , ورد ذكره في السنة الصحيحة , يقول رسول الله -صلي الله عليه وسلم- :" إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي علي الرفق ما لا يعطي علي العنف وما لا يعطي علي ما سواه"

الرفيق
هو الميسر والمسهل لأسباب الخير كلها والمعطي لها , وأعظمها تيسير القرءان للحفظ , قال تعالي :" ولقد يسرنا القرءان للذكر" , فلا تيسير إلا بتيسيره ولا منفعة إلا بإعطائه وتقديره

الرفيق
لا يعجل بعقوبة العصاة ويمهلهم للتوبة

التعبد لله بهذا الاسم

ينبغي لكل مسلم أن يكون رفيقا في أموره كلها غير عجل فيها , فإن العجلة من الشيطان , وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لأشج عبد القيس :"إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة

(89)المبين

اسم من أسماء الله عز وجل , ذكر في القرءان الكريم , قال تعالي :"إن الله هو الحق المبين"

المبين
الذي أبان طرق الهدي من طرق الضلالة , وأبان كل ما يحتاج إليه خلقه

المبين
مبين الحق من الباطل والحلال من الحرام

المبين
مبين لنبوة محمد -صلي الله عليه وسلم- ومبين قصص الأنبياء

(90)

الطبيب

اسم من أسماء الله عز وجل , ورد ذكره في حديث النبي -صلي الله عليه وسلم- :"الله الطبيب , بل أنت رجل رفيق , طبيبها الذي خلقها"

الطبيب
هو العالم بالداء والدواء , القادر علي الصحة والشفاء , وليس بهذه الصفة إلا الله سبحانه وتعالي

ومعني هذا أن المعالج للمريض من الآدميين وإن كان حاذقا متقدما في صناعته , فإنه قد لا يحيط علما بنفس الداء , ولئن عرفه وميزه فإنه لا يعرف مقدار ما يستولي عليه من بدن العليل وقوته فهو لذلك ربما يصيب ويخطيء , وربما يزيد
فيغلو , أو ينقص فيكبو

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مسلم أن يعلم أن لا طبيب ولا شافي ولا مصح علي الاطلاق إلا الله , خلق الداء والدواء والطبيب , فيتوكل عليه وينقطع إليه ويعتصم به ويلجأ إليه في صحته ومرضه ثقة به
ثم يتناول الدواء ويستعمله كسبب , فإن أوصله الله إلي الداء برأ وإن لم يصل فهي حكمة الله

[size=12]

(91)الشافي

من أسماء الله عز وجل , ورد ذكره في الحديث :" اشف أنت الشافي " متفق عليه

الله عز وجل يشفي الصدور من الشبه والشكوك والحسد والغل , ويشفي الأبدان من الأمراض والآفات ولا يقدر علي ذلك غيره , ولا يدعي بهذا الاسم سواه

التعبد لله بهذا الاسم

يجب علي كل مكلف أن يعتقد أن لا شافي علي الإطلاق إلا الله وأن الأدوية المستعملة إنما هي أسباب يخلق الله عندها فعله ولو شاء الله عز وجل لخلق الشفاء دون سبب ولكن جرت حكمة الله عز وجل علي وجود الاسباب

[/size]

(92) الحنان

(93) المنان

اسمان من أسماء الله عز وجل , ورد ذكرهما في حديث صحيح رواه أبو داود :"يا حنان يا منان
"
سئل علي بن أبي طالب عن الحنان المنان فقال : الحنان الذي يقبل علي من أعرض عنه , والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال

وروي عن أنس بن مالك أن أبا عياش الرزقي قال : "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض" , قال فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- :"لقد سأل الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي"

وقيل الحنان : واسع الرحمة , والمنان الذي يعطي دون طلب عوض

التعبد لله بهذين الاسمين

يجب علي كل مكلف أن يعترف بالمنة لله وحده , ثم إذا أعطي أحدا من خلقه مما أنعم الله عليه به فلا يمن به بل يستصغره ويتناساه ويري الفضل لغيره في قبوله منه

باقـى تفسيــــر اسمـــاء الله الحسنـــى

[=العربية]المصور: الذي أَنشَأَ خَلقَهُ على صُوَرٍ مختلفَةٍ تَتَمَيَّزُ بها على اختلافِها وكَثرَتِها قال تعالى: {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} (سورة الحشر/24). ت

الغفار: هو الذي يَغفِرُ الذنوبَ قال تعالى: {أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} (سورة الزمر/5). ت

القهار: هو الذي قَهَرَ المخلوقاتِ بالموتِ قال تعالى: {وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (سورة الرعد/16). ت

الوهاب:هو الذي يجودُ بالعطاءِ من غيرِ استِثَابةٍ أي يثيبُ الطائعينَ فَضلًا منهُ وكَرَمًا قال تعالى: {الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} (سورة ص/9). ت

الرزاق:هو المتكفّل بالرزقِ وقد وسعَ رِزقُه المخلوقاتِ كُلَّهُم قال تعالى: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (سورة الذاريات/58). ت

الفتاح:هو الذي يَفتَحُ على خَلقِهِ ما انغلَقَ عليهم من أمورِهِم فيُيَسّرُها لهم فَضلًا منه وكَرَمًا قال تعالى: {وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} (سورة سبإ/26). ت

العليم:هو العالِمُ بالسرائرِ والخفياتِ التي لا يدرِكُها علمُ المخلوقاتِ ولا يجوزُ أن يُسمى الله عارفًا قال تعالى: {وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (سورة النساء/26). ت

القابض الباسط:هو الذي يَقتُرُ الرزقَ بحكمته ويَبسطُه بجودِهِ وكَرَمِهِ قال تعالى: {وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} (سورة البقرة/245). ت

الخافض الرافع: هو الذي يُخْفِضُ الجبارين ويُذِلُّ المتكبرين ويرفَعُ أولياءَهُ بالطاعةِ فيُعلي مراتِبَهُم. ت

المعز المذل: أي أن الله أعزَّ أولياءَه بالنعيمِ المقيم في الجنةِ وأَذَلَّ الكافرينَ بالخلودِ في النارِ، وفي كتاب الله عز وجل {وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء} (سورة آل عمران/26). ت

السميع: هو السَّامعُ للسِّرِّ والنَّجوى بلا كيفٍ ولا ءالةٍ ولا جارحةٍ وهو سميعُ الدعاءِ أي مجيبُهُ قال تعالى: {إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (سورة غافر/20). ت

البصير: أي أنه تعالى يرى المرئيات بلا كيفٍ ولا ءالةٍ ولا جارحةٍ قال تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (سورة الشورى/11). ت

الحكم: أي الحاكِمُ بين الخلقِ في الآخرةِ ولا حَكَمَ غيرُه وهو الحَكَمُ العَدلُ قال تعالى: {وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} (سورة يونس/109). ت

العدل:هو المنزَّهُ عن الظُّلمِ والجَورِ لأن الظُّلمَ هو وَضعُ الشّىءِ في غَيرِ مَوضِعِهِ. ت[/]

باقــــــى تفسيـــر اسمـــاء الله الحسنـــــى

الحي:هو الذي لم يَزَل موجودًا وبالحياةِ موصوفًا، قال الطحاويُّ: "ومن وَصَفَ الله بمعنًى من معاني البشر فقد كَفَر". قال تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} (سورة غافر/65). ت

القيوم:هو الدائمُ الذي لا يتغيَّر وهو القائمُ بتدبيرِ أمورِ الخلائِق قال تعالى: {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (سورة البقرة/255). ت

الواجد:هو الغنيُّ الذي لا يفتقرالى شيء. ت

الماجد:هو عظيمُ القدرِ واسعُ الكرمِ. ت

الواحد:هو الواحد الذي لا ثاني له في الأزلية والألوهية قال تعالى: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (سورة ص/65). ت

الصمد:هو الذي يُصمَدُ إليه في الأمورِ كلِّها ويُقصَدُ في الحوائِجِ والنَّوازِل قال تعالى: {اللهُ الصَّمَدُ} (سورة الإخلاص/2). ت

القادر:هو الذي لا يعتريه عجزٌ ولا فُتورٌ وهو القادرُ على كل شىءٍ لا يعجزِه شىءٌ قال تعالى: {إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ} (سورة الأحقاف/33). ت

المقتدر:هو القادرُ الذي لا يمتنعُ عليه شىءٌ قال تعالى: {فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ} (سورة القمر/42). ت

المقدم المؤخر:هو المنزِلُ للأشياء منازلَها يقدِمُ ما يشاءُ منها ويؤخرُ ما يشاءُ بحكمتهِ، روى البخاري ومسلم في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنت المقدم وأنت المؤخر". ت

الأول:هو الأزليُّ القديمُ الذي ليسَ له بدايةٌ قال الله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ} (سورة الحديد/3). ت

الآخر:هو الباقي بعدَ فناءِ الخلقِ وهو الدائمُ الذي لا نهايةَ له قال تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ} (سورة الحديد/3). ت

الظاهر: هو الظاهرُ فوقَ كلّ شىءٍ بالقهرِ والقوةِ والغَلَبَةِ لا بالمكانِ والصورةِ والكيفيةِ فإنها من صفاتِ الخلقِ قال تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ} (سورة الحديد/3). ت

الباطن:هو الذي لا يستولي عليه تَوهُّمُ الكيفيةِ وهو خالقُ الكيفيَّاتِ والصُّوَرِ قال تعالى: {وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} (سورة الحديد/3). ت

الوالي:هو المالكُ لكلّ شىءٍ ونافذُ المشيئةِ في كلّ شىءٍ. ت

المتعال:هو المنزَّه عن صفاتِ المخلوقينَ والقاهرُ لخلقِهِ بقدرتِهِ التَّامَّةِ قال تعالى: {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (سورة الرعد/9). ت

(94)الستير

اسم من أسماء الله عز وجل , ذكر في حديث النبي -صلي الله عليه وسلم- حيث قال :"إن الله حليم حيي ستير يحب الحياء والستر" رواه أبو داود والنسائي وأحمد

الستير هو الذي يستر ذنوب عباده وعيوبهم

قال يونس بن عبيد :

قال رجل لابن تيمية كيف أصبحت؟ قال أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتهما أفضل , ذنوب سترها الله فلا يستطيع أن يعيرني بها أحد , ومودة قذفها الله في قلوب العباد لا يبلغها عملي

اللهم إنا نتوسل إليك بأنك أنت الستير , اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
اللهم استر عوراتنا وعورات المسلمين , وآمن روعاتنا وروعات المسلمين
اللهم كما سترت علينا في الدنيا فاسترنا في الآخرة وتجاوز عن خطايانا

(95) السيد

اسم من أسماء الله عز وجل , ذكر في السنة الصحيحة , قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وقد جاءه وفد من بني عامر فقالوا له : أنت سيدنا , فقال :"السيد الله تبارك وتعالي" صحيح رواه أبو داود

(96)الجميل

اسم من أسماء الله عز وجل , ورد ذكره في حديث النبي -صلي الله عليه وسلم- :"إن الله جميل يحب الجمال" رواه مسلم

الجميل
معناه أن كل أمر الله سبحانه وتعالي جميل , وله الأسماء الحسني وصفات الجمال والكمال

الجميل
جميل الأفعال بكم باللطف والنظر إليكم , يكلفكم اليسير من العمل , ويعين عليه , ويثيب عليه الجزيل

وجماله عزوجل أربع مراتب

جمال الذات وجمال الصفات وجمال الأفعال وجمال الأسماء
فأسماؤه كلها حسني وصفاته كلها صفات كمال وأفعاله كلها حكمة وعدل ومصلحة ورحمة , أما جمال الذات فهو ما لا يدركه سواه ولا يعلمه غيره جل في علاه

تأملات في اسم الله الجميل

لأنه تعالي الجميل فهو تعالي :"يحب التوابين ويحب المتطهرين"الذين يجددون التوبة والطهارة دائما , ولأنه الجميل طالبهم تعالي بالطهارة والوضوء عند مناجاته والوقوف بين يديه
ولأنه الجميل فقد أعد لعباده المؤمنين في الجنة _اللهم اجعلنا من أهلها_ ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر

(97)النور

اسم من أسماء الله عز وجل , نطف به القرءان الكريم , يقول تعالي :"الله نور السمـوات والأرض"

وفي الصحيح أن النبي -صلي الله عليه وسلم- كان إذا قام من جوف الليل يتهجد يقول :"اللهم لك الحمد أنت نور السماوات
والأرض"

وورد في حديث خرجه مسلم عن أبي ذر أنه سأل النبي -صلي الله عليه وسلم- هل رأيت ربك ؟ قال :" نور أني أراه"

حظ العبد من هذا الاسم

هو الهدي والعلم والإيمان الذي يقذفه الله عز وجل في قلب عبده , ففي الحديث :"أن الله تعالي خلق خلقه في ظلمة وألقي عليهم من نوره , فمن أصاب من ذلك النور اهتدي ومن أخطأه ضل"

وعلي العبد بذكر الله في الدنيا فهو نور له يوصله إلي نور الآخرة ومجاورة النور جل وعلا في جنته , فالذكر نور للذاكر في الدنيا , ونور له في قبره , ونور له في معاده يسعي بين يديه علي الصراط , فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر تعالي

قال تعالي :"أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها"

اللهم إنا نتوسل إليك بأنك أنت النور , اللهم اجعل في قلوبنا نورا , وفي ألسنتنا نورا , واجعل في أسماعنا نورا , وفي أبصارنا نورا, ومن خلفنا نورا , ومن أمامنا نورا , واجعل من فوقنا نورا , ومن تحتنا نورا , وأعطنا نورا

(98)الرب

اسم من أسماء الله عز وجل , ذكر كثيرا في القرءان الكريم , قال تعالي :"الحمد لله رب العالمين"
وروي البخاري في صحيحه أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال : " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب"

قال القرطبي
ويجوز إجراؤه علي العبد منكرا , كما ورد في القرءان :"ارجع إلي ربك فأسأله" , وأما معرفا بالألف واللام فيختص بالله
تعالي

قال العلماء في تعريف الرب

1- المربي الكفيل بقضاء الحوائج القائم بأمر التربية والتنشئة
قال تعالي :"قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي"

2-السيد الرئيس الذي ترجع إليه رعيته
قال تعالي:"هو ربكم وإليه ترجعون" , "ثم إلي ربكم مرجعكم"

3-السيد المطاع صاحب السلطة والحكم النافذ
قال تعالي :" ولا يتخذ بعضنا بعضاأربابا من دون اللهه"

4-صاحب الملك
قال تعالي :"فليعبدوا رب هذا البيت" , "قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم"

توحيد الربوبية

هو توحيد الله عز وجل بأفعاله هو
أي نؤمن أنه لا رازق ولا خالق ولا محيي ولا مميت ولا حاكم ولا مالك إلا الله عز وجل وهذه كلها أفعال لله عز وجل يجب
إفراده وحده بها[size=12]

(99)الإله

ذكر هذا الاسم كثيرا في القرءان الكريم , قال تعالي :"الله لا إله إلا هو"

وقد جاء في المعجم اللغوية وكتب التفسير أن كلمة الإله قد تكون مشتقة من:

1-مشتق من ألَه في الشيء إذا تحير فيه ولم يهتد إليه , فالعبد إذا تفكر في الله تحير لأن كل ما يتخيله الإنسان ويتصوره فهو بخلافه , قالوا كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك "ليس كمثله شيء"

2-مشتق من الوله وهو الحب الشديد , "والذين ءامنوا أشد حبا لله"

3-مشتق من لاه إذا ارتفع , "الرحمن علي العرش استوي"

وهنا يجدر بنا أن نشير إلي

توحيد الألوهية

وهو توحيد الله عز وجل بأفعال العباد
أي أن كل طاعة من العبد لا تكون إلا لله عز وجل , فلا يصلي ولا يذبح ولا ينذر إلا لله , لا يتوكل إلا علي الله , لا يرجو غيره ولا يخشي سواه وهكذا كل عبادة يفعلها العبد يتوجه بها إلي الله وحده
وهذا التوحيد هو الذي ضل به المشركين من قبل , فجميعهم أقروا بتوحيد الربوبية , " ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله" , جميعهم أقروا أن الخالق الرازق المحيي المييت هو الله عز وجل ولكنهم ضلوا في عبادتهم وهو توحيد الألوهية إذ اتخذوا أصناما أو غيرها بزعم أنها شفعاء لهم عند الله عز وجل فتقربوا إليهم وذبحوا ونذروا وصلوا لهم فما نفعهم توحيد الربوبية وحده

والعجب كل العجب أن هذا ما زال يحدث حتي الآن , لا زال الكثيرون يطوفون بالبدوي والحسين والشاذلي , يذبحون وينذرون لهم رهبة ورغبة لهم ويطلبون منهم الغوث والمدد
وإذا قيل لهم لماذا تفعلون ذلك وقد أقررتم بالرب خالقا ورازقا؟؟
قالوا :"ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفي" , "هؤلاء شفعاؤنا عند الله" هم آل البيت الواسطة بيينا وبين الله فنحن مثقلون ملوثون بالذنوب والمعاصي لا نستطيع أن نتقرب بأنفسنا إلي الله لابد من يأخذ بأيدينا
ولكن فعلهم هذا نصرانية تلبس ثياب الاسلام هدانا الله جميعا إلي الحق
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

[/size]

موضوع رائع جدااااااااااا ربنا يوفقق.....
تقدير

مشكرين على اللى عدى واللى راح

مشكرين على الردود وعلى المرور